facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

أحمد الحريري لبرنامج “لهون وبس”: التجييش الطائفي في طرابلس”لزوم إنتخابات” وجمالي موظفة لدينا!

المصدر: ليبانون ديبايت – عبدالله قمح

إذا كان أمين عام «تيّار المستقبل» أحمد الحريري قد خطّطَ للظهور بقالب شعبي في برنامج «لهون وبس» محاولاً الإستثمار في مشروعِ تصغير المسافات بينه وبين النّاس، فهو نجح، لكنّه في المقابل فشل في الإختبار السّياسي، لا بل سقطَ وبعنف!
اعلان

أكثر المتشائمين لم يكن ليظن أنّ أحمد الحريري سيتعاطى بهذا القدر من الحفّة الزائدة مع مواضيع سياسيّة ذات حساسيّة مفرطة تُطرح الآن، حتى ولو كان البرنامج المُحتفى به كوميديًّا. الإعلامي هشام حدّاد الذي حاول التّعاطي بواقعيّة مع طبيعة الضيف، جهد في الدمج بين جينات النجم الكوميدي والمقدّم السّياسي محاولاً ترشيد أسئلته وإعطائها بعداً جديّاً بنية سحب الإجابات من الضيف، لم يجد في المقابل هذه الجديّة عند «الشيخ أحمد» الذي تعاطى مع مواضيع جدّية بكثيرٍ من اللهو والاستخفاف.

بدايةً حاول الحريري استنساخ جينات البرنامج واسقاطها على نفسهِ ليبدو كأحد أفراد الفريق، لكنّهُ كان أقرب إلى التّمثيلِ منه إلى الواقع، وهذا طبعاً لا ينفي فرضيّة أنّ الرّجل «مهضوم» أو «قريب إلى القلب»، لكن التصنّع الزائد ومحاولات رفع نسبة الهضامة ضرب صورته، وحوّل الظهور إلى ادانة رفعت من قيمتها الهفوات المتتالية وبالأخص السياسيّة التي وضعت في مجرى «القاتلة» حتى ولو أنها أتت في قالبٍ كوميدي، كما أوحى.

المُشكلة تكمن أنّ الحريري في لحظتها، فصلَ بين الرجل السّياسي والرجل الكوميدي كليّاً، ولم يقدم ابداً على محاولةِ الموائمة بين طابعه السّياسي وحسّه الفكاهي كما يجدر به انّ يفعل، فظهر كما وانّه انفصل عن العالم السّياسي تماماً، علماً انّ أسئلة المضيف رتّبت على أساس وضعية ضيفه السياسيّة لا العكس، حتّى أنّ الشيخ أحمد أتاح لنفسه التعاطي مع هذا الجانب بكثير من الخفّة التي أدّت مثلاً إلى التبسيط من دور مرشّحة تيّار المستقبل إلى فرعيّة طرابلس ديما جمالي، واظهار الشارع الطرابلسي، خاصة المؤيّد للتيّار، بمثابة الكومبارس الذي يفعل ويطفئ حين تدعو الحاجة.

في احدى اللّقطات، يسأل حدّاد ضيفه عن «التّخبيصات» التي وقعت بها جمالي، قاصداً التعرّف إلى جديدها: «متى كانت آخر خبصة؟!» ليأتيه الجواب على الشكل التالي: «مبارح، بيض و قاورما!!».. مرّت هذه الحادثة بين تفاعل الجمهور وحدّاد، لتأتي واحدة ثانية أرادها مقدّم البرنامج على قاعدةِ «الجد». سألهُ عن دوره في الحملة الإنتخابيّة لجمالي وأسباب ظهوره الدّائم إلى جانبها. في المرّة الأولى فرّ من السؤال أما في الثّانية قال: «هي SARL» أي شركة مساهمة.. هكذا ببساطة تتحوّل المرشّحة عند آل «المستقبل» إلى «موظف» في شركة!

هذا كله يقبل هضمه تقريباً، لكن ما أعد فجّاً هي نظرة أمين عام «تيّار المستقبل» إلى الجمهور الطرابلسي، وهذه النظرة لا يجبُ أن تصدر عن رجل سياسي حتّى في البرامج الكوميديّة. سُئل الحريري عن أسباب إعتماده لخطاب التجييش الطائفي والمذهبي، وكان واضحاً أنّ حدّاد كان يريد جواباً جديّاً (عن جد)، فأتاه الجواب: «لزوم إنتخابات، هي انتخابات عادي»، مع ارتسام علامات الإستخفاف على وجه الضيف!

ثمّة من أحّسَ بخداع أو صفعة أتته بعد هذا الكلام الذي جعلهُ الحريري «لزوم إنتخابات»، وهناك من شعر أنّ أهالي طرابلس المغرّر بهم طائفيّاً اليوم، مجرّد كومبارس في شركة الـ SARL التي اعلن الحريري عن وجودها، وبالتالي يصبح الكل موظّفين أو مصفّقين في هذه الشّركة، وهم عرضة للإستهلاك في الإستحقاقات، و الحقن بالمواد الطائفيّة التي سرعان ما تذوب في السّياسة لكنها ستبقى تدور في شرايينهم!

ما الذي فعله أحمد الحريري بالضبط ليلة الجمعة؟ هل قصدَ بكلامه أنّه يستخف بعقول الطرابلسيين، فيبيعهم في الصباح كلاماً عن «السّنة و الوجود السّني والدور السّني» ثم يحضر في المساء مبشّراً أن هذا الكلام «إنتخابي وهيك» ولا معنى له وسرعان ما تنتهي مفاعليه عند اقفال الصناديق؟ هل اضحى الطرابلسيين مادة تجارية معدومة القيمة إلى هذه الدرجة؟

في الخُلاصة، نجح هشام حداد من تحويل أمين عام تيّار المستقبل إلى «ممثل كوميدي» ما يسمحُ له أن يحجز مكاناً في حال أرادَ اعتزال السّياسة وعدل عن فكرة الذهاب إلى نيويورك «عند استلام حزب الله مجلس النواب» كما قال، ولو أن حداد لم يقصد، لكنه نجح في الإيقاع بأحمد الحريري بحفرة سياسية قاتلة، اصحاب العقول وحدهم يقدرون على تحليلِ نتائجها فقط.

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

الضربة الإيرانية حققت مُرادَها .. و معادلة التفوق الإسرائيلي سقطت لغير رجعة

كتب| د. حسين المولى إستوعبت إسرائيل الضربة الإيرانية عبر التقليل من حجم الدمار الذي لحق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!