facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

حراك الطلاب الجامعيين وصل لمعاقل البيت الأبيض … تغيير العقلية السياسية بات لزاماً

كتب: د. حسين المولى

بدأ الضمير الإنساني الحر في اكتشاف زيف الرواية الصهيونية، فيما يمارسه الإسرائيلي من إبادة جماعية ومجازر وحصار لمدة قاربت 8 أشهر بحق الفلسطينين، وخلفت أكثر من 34 ألف شهيداً وأكثر من 15 ألف مفقود وأكثر من 80 ألف جريح ودمار هائل والكثير الكثير، ورغم ذلك ورغم ما تصف “فرانشيسكا ألبانيز”، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في تقريرها “تشريح الإبادة الجماعية” أن ما حدث في غزة هو جريمة إبادة جماعية.

ورغم ما يصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، “مارتن غريفيث” الحرب في غزة بأنها “خيانة للإنسانية”، ورغم ذلك لا تزال واشنطن ومعها الغرب تتغاضى عن جرائم الإبادة التي ترتكبها “إسرائيل” بحق الفلسطينين.

وفي هذا الإطار، وفي سياق تطور الوعي الأمريكي لشرائح متعددة منها شريحة الشباب، بأنه قد حان الوقت لضبط السياسة الأمريكية المتعاقبة على رئاسة البيت الأبيض فيما يتعلق بدعم “إسرائيل” المطلق، جاء حراك طلاب الجامعات الأمريكية، مطالباً بوقف الحرب، وبعدم التعامل مع الكيان الصهيوني مرة أخرى، أيا كانت الأسباب التي يطرحها ساسة الولايات المتحدة.

ويعد هذا التحرك بدايةً لتحول جذري في الرأي العام الأمريكي، وسيكون له تأثير كبير ليس فقط على مسار الإنتخابات الأمريكية القادمة، وليس فقط على صانع القرار الأمريكي اليوم ودفعه للعمل الجاد من أجل وقف العدوان، لكن أيضاً تأثيره على المدى البعيد فيما يتعلق بالسياسات الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بمعنى إحداث تغيير في المنظور القادم لصالح القضية والحق الفلسطيني في السياسات الأمريكية لمن سيقود البيت الأبيض في السنوات القادمة.

ويُضاف بُعد داخلي أمريكي لهذا البعد الإنساني الذي حرك الجامعات فيها، يتمثل في الوعي الشعبي بأن الولايات المتحدة هي ممول كل الحروب التي تجري في العالم، ومن جيوب الأمريكيين ومن ضرائبهم، مع إرتفاع معدلات التضخم والبطالة ومؤشرات أخرى تطال كل فئات المجتمع الأمريكي، فليس من قبيل الصدف أن تتحرك الجامعات الأمريكية، وتتظاهر في واشنطن مؤسسات مدنية وإعلاميين ضد الحرب، في الوقت الذي أقر الكونغرس الأمريكي حزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان.

يبقى أن نتمنى أن تنتقل عدوى الإنسانية إلى الشعوب العربية، وخاصة جامعاتها، في دعم صمود الشعب الفلسطيني ولو بالكلمة، فلا أمل بجامعة و حكومات عبرية، ركبت قطار إبراهام، ولن يُسمح لها بالنزول، إلا إلى القبر.

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

الضربة الإيرانية حققت مُرادَها .. و معادلة التفوق الإسرائيلي سقطت لغير رجعة

كتب| د. حسين المولى إستوعبت إسرائيل الضربة الإيرانية عبر التقليل من حجم الدمار الذي لحق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!