facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

حنكش: الغرف السوداء قررت إفشال الثورة .. والكتائب يشملها شعار “كلن يعني كلن” ونعمل لتحسين آداؤنا!

“ليبانون ديبايت” – فادي عيد

اعتبر عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش، أن الثورة قد نجحت في إرباك أصحاب المصالح السياسية في السلطة، ويجب على كل الأطراف أن تفهم أن هذه الثورة هي أكبر منهم، وليس بإمكان أي طرف ركوب موجتها أو مواجهتها أو تحديدها، وأنها قادرة على جرف الجميع. داعياً رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المبادرة في أسرع وقت لإجراء الإستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة العتيد. مشيراً إلى أن المسؤولين لم يفهموا أن ألاعيبهم قد باتت مكشوفة، وأن محاولاتهم لخلق فتنة في الشارع قد أغرقتهم أكثر، وأدّت إلى خساراتهم في السياسية. واعتبر أن أهل السلطة ينشغلون بإيصال الناس لليأس كي يدفعوهم للموافقة على الحكومة التي يطبخونها، بينما المطلوب هو تخصيص الجهود لإنقاذ لبنان من الإنهيار، بدلاً من تضييع الوقت والجهد على فتنة تخريبية لن تؤدي إلى أي نتيجة.

“ليبانون ديبايت” التقت النائب حنكش، وكان الحديث الآتي:
*كيف قرأتم ما حصل في بكفيا الذي تزامن مع حوادث وإشكالات في عين الرمانة وطرابلس وبعلبك؟
ـ الواضح أن هناك قراراً في الغرف السوداء بضرورة إفشال الثورة، مما يوحي بأنهم لم يفهموا بعد أن هذه الثورة أكبر من أن يخمدوها، وأننا بتنا في نقطة اللاعودة، وأن لبناناً جديداً سيولد، وهذا الأمر يضرّ بمصالح المخرّبين والمستفيدين الذين يستغلّون البلد. والمشهد الذي رأيناه بالأمس، هو خطة كنا قد عرفنا بها جميعاً من الإعلام، وأيضاً من خلال تسريبات وصلتنا باكراً عن مخطط لتفشيل الثورة، وخلق ساحة مقابل ساحة، وأيضاً خلق فتنة من طرابلس إلى بعلبك وصور وعين الرمانة وجل الديب، وذلك ب”كبسة زر” من أجل دفع الناس لليأس والموافقة على أي “طبخة” حكومية بين أهل السلطة، عوضاً عن البحث في كيفية إنقاذ لبنان من الإنهيار.

فالمسؤولون يبذلون جهودهم على التأسيس لفتنة تخريبية لا تصل إلى أي نتيجة، لأن كل ألاعيبهم باتت مكشوفة، وقد أغرقتهم أكثر في الخسارة. فهذه الثورة لم يحصل مثيل لها في تاريخ لبنان الحديث، وكلما حاولوا خنقها سيخسرون أكثر.
*من يتحمّل مسؤولية إنزال الجيش مقابل الناس في بكفيا؟
ـ الجيش هو ضحية، كما أهالي بكفيا، وكلنا ضحايا هذا المخطّط الذي أدّى إلى التشنّجات في الشارع، وإلى مشاهد توحي ب”القرف”. إن خلفية هذا المخطّط واضحة ومعروفة، وهي تشكيل الحكومة على طريقة أهل السلطة، ولكن على أهل السلطة أن يفسّروا للناس عن أسباب التأخير في الإستشارات النيابية. فالمسؤول يجب أن يتمتّع بالحكمة، وأن يحمي رعاياه، ولكن هذا المسؤول لا يرى ماذا يحصل في البلد، والشعب اللبناني اليوم هو ضحية التذاكي والمراوغة في عملية تشكيل الحكومة التي تُطبخ في الغرف المغلقة قبل التكليف. فهل المطلوب إنهيار لبنان على رؤوس الجميع؟ أليس هناك اليوم من مسؤول يملك الحكمة والوعي لإنقاذ لبنان، ولو على حساب تياره أو حزبه أو مكتسباته السياسية؟
إننا نمرّ بأسوأ مرحبة إقتصادية ومالية واجتماعية لم يشهدها لبنان منذ العام 1914 وحتى اليوم، فالإنهيار يشبه مرحلة المجاعة والجراد الذي لا يجب أن ننسى أننا نتذكرها في الوقت الذي نعيّد فيه أل100 عام على وجود لبنان. فهل بهذا الأداء نؤمّن للجيل الجديد طموحاته؟ وألم يلاحظ المسؤولون أن الشباب قد كسروا كل الحواجز بين المناطق والطوائف، وأن هناك أمراً جديداً حلمنا به جميعاً لنبني على أساسه لبنان الجديد، يحاولون اليوم تخربه من خلال فتنة متنقلة؟
*ما هي خلفيات اللامبالاة لدى المسؤولين الذين لم ينظّموا أي اجتماع جدي لإبعاد كأس الإنهيار عن لبنان واللبنانيين؟
ـ هم ليسوا مرتاحين، بل مأزومين ويتخبّطون. ومن الواضح أن الإستشارات النيابية التي تؤجّل بشكل مستمر تؤكد حالة التخبّط التي يعيشونها جراء هذه الثورة التي خلقت للسلطة إرباكاً واضحاً، علماً أن أسهل الحلول هي بالإستجابة إلى مطالب الناس، لا سيما وأن المطلب الأول للثورة كان إسقاط الحكومة، وهي نجحت في إسقاطها، والمطلوب اليوم تأليف حكومة إختصاصيين بشكل منفصل عن السياسة والصراعات السياسية، لأن أهل الثورة يرفضون رفضاً قاطعاً السلطة وأهلها وأحزابها، ذلك أننا رأينا كيف تعاملت هذه السلطة مع ملف قبرشمون، بحيث عطّلت الحكومة 40 يوماً، والسبب هو صراعاتهم السياسية والمحاصصة، والتي تنعكس على إنتاجية الحكومة، ولذلك، تريد الناس اليوم حكومة إنقاذية، والذي لم يفهم أننا وقعنا بالإنهيار المالي، فهو يعاني من مشكلة ما. فإذا كانت السلطة تدرك أننا في الإنهيار ولم تقم بأي مبادرة، فنكون نعاني مشكلة كبيرة جداً، وفي حال كانت لا تعلم أين أصبح البلد فالمشكلة أكبر. وفي الحالتين، فإن النهج الحالي لم يعد صالحاً في أيامنا، لأنه في وقت الأزمات يجب إيجاد الأشخاص المختصين لتولّي الإدارة والمعالجة. كذلك، فإن الشعب يطالب بنهج جديد، وليس بالإمكان الوقوف بوجهه، ويخطئ من يظن أنه يستطيع أن يقزّم الثورة، لأن هذه الثورة ولدت من حناجر الناس، ومن الناس الموجوعين الذين كسروا حواجز الطائفية والطبقية والمناطقية، وتوحدوا حول مطالب واضحة، وهي إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وقد كنا، ومن موقع المعارض في المجلس النيابي، قد تقدمنا بمشروع قانون لتقصير ولاية المجلس النيابي، والذهاب نحو انتخابات نيابية مبكرة، لأن الناس تطمح اليوم لإنتاج طبقة سياسية جديدة، وشعار “كلّن يعني كلّن” اعتبر أنه الشعار الأفضل الذي أطلقه الثوار، لأننا كلنا تحت القانون وتحت المحاسبة.

*ما هي الرسالة التي وصلتكم عبر استهداف بكفيا بما تمثّل وعين الرمانة بما تمثّل؟
ـ حاولوا خلق مشكلة في المناطق الحسّاسة، أو حتى في الساحات المسيحية، فطرابلس كانت ترقص منذ بداية الثورة، وفجأة حصل ما حصل فيها من أعمال شغب، فلماذا حصلت هذه الممارسات؟ ولماذا حصلت اعتداءات في بعلبك وصور؟ إن الموضوع لم يعد موضوعاً طائفياً لأن كل معارضي الثورة قد باتوا مكشوفين، ولم يعد باستطاعتهم الإستمرار في لعبتهم التي ألحقت بهم الخسارة على المستوى الشعبي، خصوصاً وأن لعبة الشارع لا سقف لها، ولا أحد يدرك عندما تتفلّت الأمور إلى أين من الممكن أن تصل، ولهذا يقال دائماً إن الشارع خطير، لأننا ندرك أين تبدأ الأمور، ولكننا لا نعرف أين ستنتهي. وأنا أعتبر أن أسمى ما في هذه الثورة، أنها لا تنتمي إلى تيار أو حزب أو زعيم أو نائب أو وزير، إنما هي خارج كل هذه الإصطفافات، ومن هنا أهميتها وسر نجاحها، وعلى الجميع أن يفهموا أن هذه الثورة قد أصبحت أكبر منهم، وليس بإمكان أي طرف ركوب موجتها أو مواجهتها أو تحديدها، لأنها تستطيع أن تجرف الجميع.

*ولكن هذه الثورة تهمشّكم وترفضكم كأحزاب؟
ـ وإن يكن. هذه الثورة ليست للأحزاب وأنا أتحدث من منطلق حزبي، إذ كنا في موقع المعارضة لهذه السلطة، وقد دفعنا ثمن معارضتنا، وها أن الثورة أتت لتثبّت وجهة نظرنا، وما كنا نطالب به أن مناصرينا هم في الساحات، ولكنهم لم ينزلوا بصفة حزبية لأن الثورة هي ملك للثوار فقط، وليس للأحزاب.

*ماذا حقّقت هذه الثورة حتى اليوم برأيك؟
ـ إن الثورة نجحت في تحقيق ثلاثة أهداف، أولاً ولادة حسّ المواطنة لدى الجيل الجديد الذي كان يفكّر دائماً بالهجرة، ويبتعد عن الوطن، كذلك حقّقت الثورة انقلاباً في المجتمعات التي لم تكن تشهد أي نقاش أو حوار مع قياداتها السياسية التي كانت تتحكّم بالقرار، كذلك، فقد أدّت الثورة إلى زعزعة وتهديد منظومة المصالح السياسية تمهيداً للإطاحة بها، وهو ما يبدو واضحاً من خلال التخبّط الذي يعانيه أصحاب المصالح الذين يعجزون عن مواجهة الشعب.

*هل من علاقة للكتائب مع الحراك؟
ـ نعم هناك تواصل مع بعض المجموعات، ولكن هناك مجموعات أخرى في الحراك تعتبر أن الكتائب كانوا جزءً من المنظومة السياسية السابقة، وقد ارتكبت أخطاءً في حقبات سابقة. لكن الحزب تطوّر اليوم، وهناك قيادة جديدة تتعاطى بشفافية ومسؤولية مع الناس.

إن حزب الكتائب هو حزب ديمقراطي عريق، واليوم تعمل القيادة الجديدة على تخصيص الإهتمام بالملف الإقتصادي والإجتماعي، وليس السياسي، وذلك في موازاة العنوان السيادي.

*ما هو موقف الكتائب في حال تكرّرت عمليات الإستفزاز؟
ـ نحن نعتبر أن الجيش اللبناني هو الذي يجب أن يمسك بزمام الأمور الأمنية، وأن يحافظ على أمن كل اللبنانيين، خصوصاً بعد كل ما سجل من أحداث وتعديات على المواطنين وأملاكهم في منطقة “الرينغ” وغيرها.

*هل تتوقعون ولادة الحكومة قريباً؟
ـ إن رئيس الجمهورية يتأخر في الدعوة إلى الإستشارات النيابية، على الرغم من أن الكل يدرك خطورة وتداعيات هذا التأخير على الوضع الإقتصادي، لقد بدأ اللبنانيون اليوم يشعرون بالمجاعة، فإذا كان الرئيس ميشال عون مدركاً لحجم هذه الكارثة ولا يقوم بأي مبادرة إنقاذية، فإن المشكلة كبيرة، وإذا كان مدركاً ولم يبادر فإن المشكلة أكبر. إن رئيس الجمهورية اليوم أمام مسؤولياته بالدعوة إلى الإستشارات النيابية في أسرع وقت ممكن.

*هل تتوقّع حكومة مواجهة؟
ـ لم نلحظ إلى اليوم أي طرح حكومي على مستوى تطلّعات الشعب في الشارع، فالناس يطالبون بشخصيات كفوءة وغير سياسية، ونحن لدينا إقتراحات لشخصيات كفوءة لتولّي رئاسة الحكومة، ولكننا لن نعلن عنها لكي لا نحرقها. المهم أنه لم يعد بإمكان أحد التذاكي على اللبنانيين وطرح شخصيات لتولّي رئاسة الحكومة، وهي معروفة بعلاقاتها مع السلطة وبأدائها الذي تحوم حوله الشبهات.

هل لديك مخاوف على مستقبل المسيحيين في الشرق؟
ـ ليست لدي هواجس على طائفتي، بل لدي هواجس وجودية بالنسبة للبنان، لأن لبنان لا يكون قوياً إلا إذا كانت فيه كل الطوائف قوية، فهو لا يستطيع أن يكون بلداً يحتضن طائفة واحدة، بل يجب أن يحتضن كل الطوائف لكي يكون بلداً قوياً.

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

أميركا تكشف النِقاب عن زيف ديموقراطيتها … حراك الجامعات عرّى قِيَمها الوهميّة

كتب| د. محمود جعفر هبّ الطلاب الجامعيون دعماً للإنسانية ، عبّروا عن هول ما تشاهده …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!