رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية
يبدو ان قطار ازالة المكعبات الاسمنتية انطلق بوتيرة سريعة، فبعد وزارة الداخلية تم ازالة العوائق من أمام مقر المديرية العامة للأمن العام في محلة العدلية، تلاها من أمام المركز الرئيسي لتيار المستقبل في محلة القتنطاري، ثم مقر اقامة النائب طلال ارسلان في خلدة، وسيتبعها في أماكن اخرى تدريجياً.
هذه المكعبات الاسمنتية والتي اعاقت على المواطنين لسنوات حركتهم الطبيعية، وُضِعت في حينها تحت ستار الاجراءات الوقائية، وهي ان كان وضعها مسموحاً وواجباً عند تخوم المقار الأمنية، لكنها غير مقبولة على ابواب قصور لوزراء ونواب وشخصيات شخصية بهذا الحجم التي تم وضع المكعبات به، في شكل أكل نصف الطرق وحوَّلها لأماكن معزولة.
الطبقة السياسية تحاول من خلال ازالتها المكعبات هذه، ليس التاكيد على انها تشعر بمعاناة المواطنين اليومية على الطرقات، بقدر ما بيعها مواقف مجانية للناس على انهم معهم في الظاهر وهم في الباطن عليهم وعلى الوطن.
يبقى ان نشحذ الهمم من اجل ازالة تلك الزعامات عن كاهل الوطن، ونمحي بالتالي سنواتٍ من القهر والاذلال وغياب العقلاء والحكماء.
فنُنقذ الادارات من عدوى الفساد والمواطن من عدوى الموت على ابواب المستشفيات ونُتقذ كبيراً يضطر للعمل رغم انعدام حيلِه او ينام على قارعة طريقٍ.
وننقذ اطفال حُرِمت حتى من التعليم في مدارس الدولة لتعذر دفع رسوم هي شكلية لكنها في هذه الظروف تُعدُّ كبيرة، كما نُنقذ مالية عامة من السرقة الممنهجة عند كل صباح وقبل انقضاء النهار، خاصة أن تكلفة كل بلوك اسمنتي من هؤلاء يُكلِّف الدولة 350 دولاراً!.
فهل سيأتي علينا هذا اليوم؟! او بمعنى أصحّ هل سنسمح له بأن يأتي؟!