كتب: رئيس التحرير د. محمود جعفر
في ذكرى الثورة الوطنية النظيفة ، ثورة 17 تشرين ، حيث خرجت الناس إلى الساحات بملأ إرادتهم ، وفي هذا النهار انسلخوا عن كل بكتيريا حزبية أو طائفية أو مناطقية ، وعبّروا بحقّ عن أوجاعهم وهمومهم ومعاناتهم وسخطهم من حكم المافيا اللبنانية التي أذلّتهم واحتقرتهم واستهانت بكراماتهم.
ولأنّ الأحزاب اللبنانية تخاف من هكذا ثورة نظيفة ، فقد عمدت إلى تشويه سمعة الناس والنيل منهم ضرباً وسحقاً واعتقالاً ، ثم في تركيب الملفات والاتهامات بتمويل خارجي ، وهم أنفسهم (الأحزاب) يعتاشون من ملياراتٍ تأتي إليهم كل شهر ويتلقون الأوامر الخارجية ولا يتصرفون إلا بعد أخذ الرضا من مشغليهم في الخارج.
لن نقول بالطبع ، أنّ في هذه الثورة لم يكن هناك المرتشي والفاسد ومسيِّح الجوخ والمرتهن ، لكن هؤلاء هم من دسّتهم الأحزاب لتخريب التجمع والنيل من عزيمة الناس ، هم عملاء الأحزاب الفاسدة ، فيما الناس الطيبة لا يمكن أبداً اتهامها بالباطل.
فشلت ثورة 17 تشرين مبدئياً ، لكنها متنفس لأولئك الطامحين دوماً للخلاص ، لمن يبحثون عن وطن حقيقي ، عن دولة عادلة ، عن حُكّام أتقياء ، مهما طالت الأيام!