facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

نديم قطيش يدعو لترك لبنان وحيدًا والمساهمة في محا صرته أكثر!

ملاحظة: هذا مقال يمثل صاحبه فقط وهو منقول من باب معرفة رأي كل الأطراف ولو كانت حادّة ، فيما موقع تحقيقات لا يتبنى إطلاقا اي كلمة فيه

كتب: نديم قطيش

هل أبقى لبنان المهيمَن عليه من ميل.يشيا «حز ب ا لله» خياراً آخر حتى للراغبين بصدق في الوقوف إلى جانبه؟

القرار السعودي الأخير بسحب سفير المملكة من لبنان والطلب إلى سفير لبنان فيها مغادرة الرياض، وما تلاه من قرارات مشابهة من الكويت والبحرين والإمارات، بالإضافة إلى المواقف المستنكرة من قطر وعُمان، توحي بأن المزاج الخليجي خطا خطوة إضافية بالاتجاه الذي يقترحه عنوان المقال.

الجواب الأول الذي يخطر على البال في موا جهة اقتراح الطلاق هو التالي:

وما ذ نب بقية اللبنانيين ممن لا حول لهم ولا قوة وهم من الرافضين لمشروع وسياسات الميل.يشيا الإيرا*نية التي تح.تل قرارهم.

الجواب الثاني الذي يستدرجه هذا الاقتراح عادة، ممن أتحدث معهم من لبنانيين وغير لبنانيين هو:

الخضو ع لميلي.شيا «حز ب ا لله» يبقى البديل الموضوعي الوحيد عن الحر ب الأهلية التي ستؤدي إليها موا جهة الحزب.

أصحاب هذا الرأي يملكون كل الأسباب الموضوعية لموقفهم من غز وة السابع من مايو (أيار) 2008 لبيروت وجبل لبنان، إلى صد مة الثو رة السو رية التي انتهت تشر داً ودماراً وأحلاماً مسحو قة.

مع ذلك، فالحقيقة أبسط من ذلك بكثير.

أولاً، إن السلم الأهلي اللبناني هو مسؤولية اللبنانيين لا مسؤولية أي دولة أخرى نيابة عنهم.

وأنا من الذين لا يؤيدون موا جهة «حز ب ا لله» عبر سيناريوهات عس
كرية أو أ منية تد مر ما بقي من لبنان.

ما أقترحه ببساطة أن يُحرم «حز ب ا لله» من رفاهية اللعبة الجه.نمية التي يلعبها مع اللبنانيين وبهم، وهي التمتع بكل مكتسبات الحكم من دون أي من مسؤولياته.

تعطيل هذه اللعبة لا يتم إلا بتسليم «حز ب ا لله» دفة الحكم كاملة في لبنان، وتركه ليأتي وحده، بلا غطاء من أحد، برئيس الجمهورية والحكومة والوزراء، وأن يحكم بوجه سافر بلا أقنعة مسيحية أو سنية أو درزية إلا ممن يؤمنون فعلاً بمشروعه وسياساته وأهدافه.

وأن يرينا ما بوسعه فعله في إدارة لبنان وعلاقاته، لا مع الدول الأخرى، بل مع المؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد والبنك الدولي!

ثانياً، ليس من واجب أي حكومة الحرص على رفاه جزء من الشعب اللبناني، ولو كان مؤيداً لها إذا كان هذا الحرص ينطوي على توفير مخارج لـ«حز ب ا لله» وبيئته الواسعة.

قد يكون من الممكن التفكير في آليات مبتكرة تسمح بألا تطال تبعات المقاطعة، اللبنانيين المنا هضين ل «حز ب ا لله»، بيد أن الحكومات تعمل وفق أولويات ضاغطة زمنياً وسياسياً واقتصادياً ولا تمتلك رفاهية تجزئة أزمة علاقتها بلبنان، لا سيما أنه دولة صغيرة جداً في حسابات الجميع وتكاد لا تملك أكثر من رأسمال عاطفي، يبرر الاستمرار بالعلاقة معها.

ببساطة شديدة، لبنان الراهن بوسعه أن يكون مصدر انشغال كثيف للمهتمين به إنما بلا عائدات حقيقية على أي مستوى من المستويات التي بها تقاس مصالح الدول.

هذا الاختلال في المعادلة بين كثرة المتطلبات وقلة العائدات هو ما يبرر العزوف عن لبنان ومشا كله، والتركيز حصراً على كيفية موا جهة أذ يته بما هو متوفر من أدوات سياسية ودبلوماسية، التي أقلّها المقا طعة الحاصلة الآن، والمتأخرة جداً، والآيلة للتوسع نحو خيارات أخرى.

ثمة من لا يرون ذلك، حتى ممن يخا صمون «حز ب ا لله»، ومن ضمنهم عواصم عربية مهمة، بيد أن هؤلاء مطالبون بتقديم إجابة صريحة وشافية، تثبت أن سياسات المداراة والحرص والمساكنة المتبعة حتى الآن، قادرة على تحقيق أي شيء أكثر من توفير الدعم غير المباشر ل «حز ب ا لله»، وإطالة حال المو ت السريري التي يستثمر فيها الحزب.

لنتفق أنه وبسبب من الطبيعة الاجتماعية لشريحة كبيرة من بيئة الميل.يشيا، وليس كلها بالطبع، فإن الحدود الدنيا من متطلبات العيش تظل مؤمّنة في حالة المو ت السريري الراهنة، في حين أن الأمر ليس كذاك بالنسبة لمتطلبات البيئات الأخرى حياتياً ومهنياً.

وبالتالي، فإن ما يُظن بأنه حبل نجا ة للبنانيين المنا هضين للحزب هو في الواقع حبل نجا ة للحز ب نفسه، عبر إعفائه من امتحان النتائج الحقيقية لسياسته.

فالإلمام بالحد الأدنى من علم السياسة يفيد بأن بلداً محكوماً من ميل يشيا إرها بية تهيمن بشكل شبه مطلق على كل ما هو مهم فيه، ينبغي أن يكون واقعه أسوأ بكثير من واقع لبنان الآن.

إلا أن أطواق النجاة التي يتبرع بها الجميع، تخفف من هذا السوء، وتعطي انطباعاً زا ئفاً بأن ما ينسب إلى ميل.يشيا «حز ب ا لله» من مخاطر على لبنان ليس سوى مبالغات من كارهين وحاقدين، ولا تساعد على فهم واقع الأذى الذي يسببه لبنان لنفسه وللآخرين.

في الواقعة الأخيرة مثلاً بين لبنان والسعودية، كان صعباً على كثيرين أن يفهموا أن الوقوف مع الحو ثي شيء والوقوف مع الحو ثي من موقع التحالف السياسي والحكومي مع «حز ب ا لله»، أي الميل.يشيا التي تد رب وتس.لح وتدعم القدرات الإعلامية للحو ثي شيء آخر.

ما يعجز الوزير جورج قرداحي عن فهمه بمعارفه شديدة التواضع، هو أنه ليس معلقاً غربياً أو عربياً، بل وزير في حكومة يمسك «حز ب ا لله» بقرارها السياسي بشكل شبه مطلق؛ ما يجعل موقفه الأخير امتداداً سيا سياً للعد وان الذي يشارك فيه «حز ب ا لله» على المملكة من اليمن.

لا موقفاً يندرج في سياق حرية التعبير أو الحقوق السيادية التي لجأ إليها الوزير لتبرير الفض.يحة التي ار تكبها.

«حز ب ا لله» ليس هو الأ خطر على لبنان. الأ خطر هو هذه الشريحة القرداحية التي تستسهل الوقوف إلى جانب «حز ب ا لله» ما دام موقفها لا ترتب عليها أثماناً، بل ترشحها لمكتسبات من الطرفين.

مكتسبات من «حز ب ا لله» كالنيابة والوزارة والرئاسة، ومكتسبات من الدول «المكبرة دماغها» بالتجاوز عن صغائر قرداحية هنا وهناك!

هذه الشريحة، ولو أنها تتضاءل اليوم، هي التي مكّنت «حز ب ا لله» من الوصول إلى ما وصل إليه.

وهي التي كانت صاحبة الصوت الأعلى في التصد ي لمن كانوا ولا يزالون منذ التسعينات يتصدون ل «حز ب ا لله».

وتنعتهم بالتطر ف واللامسؤولية ونكران الجميل. هذه الشريحة بينها مستثمرون كبار في دبي وأبوظبي والرياض، ممن باتوا وزراء وسفراء وفاعلين سياسيين لقاء تغطية «حز ب ا لله» وتبييض سمعته ورش السُكَّر على مواقفه وسياساته.

آن الأوان لترك لبنان بالكامل ل «حز ب ا لله»، ولأن تكون للصلة بالميل.يشيا أثمان فورية ومباشرة وفادحة.

حتى على أقرب المقربين من عواصم العرب، من خلال التجر يم المطلق لكل منطق يوفر سبل وأدوات تبييض السمعة التي يحظى بها الحزب الآن.

عندها فقط، وبعد فرز الناس بوضوح شديد، يمكن الحديث عن شريحة لبنانية تستأهل الوقوف معها والرهان السياسي عليها.

للأسف الشديد، لبنان مبنى آيل للسقو ط، لا ينفع معه الترميم ولا تضييع الوقت بحصر الإرث بين سكانه، إذا كان يراد للبنان ولسكانه خير.

آسف يا وطني. آسف يا أهلي. ولكن الحقيقة يجب أن تقال ولو ضد الذات، إن كنا نريد مستقبلاً.

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

حشود كبيرة تدخل بشكل يومي … المعابر غير الشرعية تعجّ بالسوريين والمُسهِّل مافيا لبنانية مُتشعِّبة

خاص – شبكة تحقيقات الإعلامية رغم كل الجهود المبذولة من قبل الجيش اللبناني ، على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!