Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
خاص- شبكة تحقيقات الإعلامية
تاريخياً وعلى امتداد ما كان يجمع من ارتباط متعدد الأوجه بين لبنان وسوريا، كانت تلك الدولتان أقرب لبعضهما الآخر في مختلف القطاعات والميادين، فكان التاجر السوري يملك منزلاً له في بلده، وشقة في بيروت، يأتي إليها حالما يتطلب منه العمل ذلك، حيث كان يقضي وقته بالتناوب بين البلدين، فله في سوريا كما له في لبنان.
فضلاً عن أن عدد كبير من العمالة السورية كانت مطلوبة وبكثرة خاصة في مجال البناء، وأن اغلب ما كان يُباع من سكاكر وخلافه في المحلات كانت ممهورة بعبارة “صنع في سوريا”.
أما من الجانب اللبناني، فكانت رحلة سوريا والنوم هناك من ألذ الرحلات بالنسبة لقسم كبير من اللبنانيين، فكانت الرحلات تنطلق يومياً لتقطع حدود المصنع صوب الداخل السوري، حيث يتسوقون ويزورون الأماكن الدينية منها والسياحية في آن.
أما اليوم .. وبعد أزمة حادة أصابت العمق السوري، ومعها عاش العمق اللبناني أوضاعاً إقتصادية صعبة، نظراً لتوافد أعداد كبيرة من الأخوة السوريين في حالات إجتماعية مزرية، فتقاسموا مع أخوتهم اللبنانيين رغيف الخبز وحبة الزيتون، ولكن وصل الأمر بعد ذلك لفقدان أدنى موارد العيش لكلا الطرفين، مما جعل الصراع يطفوا قليلاً على السطح، ليبدأ الإحتكاك بالظهور في أوجه متعددة، في وقت يحتاج السوري لمساعدات لم يحصل عليها في كثير من الأحيان، كما يحتاج اللبناني لتأمين لقمة عيشه التي يشقى نهاره كرمى لها دون ان يتمكن من تحصيلها أحياناً كثيرة.
يضاف إلى ذلك مسألة الفلتان الأمني الذي عاشته بعض المناطق من جراء السرقات التي طالت عدداً من المنازل، وقد تبين لاحقاً أن الفاعلين من التابعية السورية، وكذلك موضوع بعض السوريين المنطويين تحت عباءة تنظيمات إرهابية ويعيشون بيننا. لكن طبعاً تبقى تصرفات فردية لا يجوز تعميمها تحت أي سبب كان.
أخطر من كل هذا، هو الاستغلال السياسي في لبنان لمسألة النزوح، والخوف من اللعب على هذا الوتر لغايات إنتخابية خلال المدى المنظور.
عوائق وتحديات كثيرة عصفت بالساحة اللبنانية، وضعت بعض الحواجز بين الاخوة اللبنانيين والسوريين، تلك الحواجز التي بدأت تأخذ اشكالاً متعددة الأوجه، قد تنمو لتتضاعف أكثر، ويتحول شعبان شقيقان، لمتخاصمان ربما .. ونأمل ألا نصل لهذا المنحى يوماً .. ولكن بدايته قد بدأت!
