Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الاعلامية
باتت الاخطاء الطبية تلاحق اللبنانيين حتى في بلاد الإغتراب، فالمصائب تأبى ان ترحل عن كاهل هذا الشعب، الذي يعيش الاذلال بابشع صوره واشكاله في الداخل، ويحاول التكيُّف مع المعاناة خارج ربوع وطنه، أملاً منه في أن يُؤمِّن لقمة عيشه بتعبه، دون الحاجة لمد اليد والحاجة المُذِلّة من ايِّ إنسان.
وفي جديد معاناة اللبنانيين في الخارج، فقد ادى خطأ طبي في احدى مستشفيات أفريقيا، الى رحيل الطفل رجا احمد قدور من بلدة تكريت العكارية في شمال لبنان، وهو الذي هاجر والده منذ فترة لتأمين العيش الكريم لاسرته هناك، بعدما ضاقت به سبل العيش في وطنه، كما حال الكثيرين من ابناء هذا البلد التعيس.
وفي التفاصيل التي حصلت عليها تحقيقات من عائلة الطفل رجا، فإن الطبيب هناك أعطاه إبرة هرمون عن طريق الخطأ، سرعان ما أثرت على جسد الطفل واودت بحياته، مع أن والداه أدخلاه المستشفى بسبب عارض صحي بسيط المَّ به، ولا يمكنه أن يسبب بحالة وفاة، إلاّ أن الخطأ الذي وقع به الطبيب كان كارثياً، وتسبب بخسارة رجا بهذه السرعة، ومعه عاشت عائلته في جوٍّ من الحزن الابدي على خسارة من كان بالنسبة لهم نور عيونهم، وفرحة البيت وسنين عمرهم.
رحل رجا، ومعه لبست عائلته ثوب الحداد، رحل في بلد غريب، على ان يعود جسده وينام ابدياً في مسقط راسه، بعدما ابعدته وعائلته ظروف هذا الوطن اللعينة، لتلعنهم الغربة بدورها وتكافئهم بخسارة لا يمكن أن تُنتسى أو يزول وجعها، ذلك لأنها اصابتهم في الصميم.
الرحمة للطفل رجا، ولارواح من سقط على ابواب المستشفيات في لبنان، ولمن سقط داخلها نتيجة اخطاء طبية متعددة، فهذا الكأس المرّ سيبقى يلاحق اللبنانيين في الداخل، كما على امتداد العالم أجمع.
