facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

تحقيق خاص| مقاومون منسييون ..قاوموا بصمت، ورحلوا بصمت

رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الإعلامية

زياد العسل

 “يعبرون الجسر في الصبح خفافا أضلعي إمتدت لهم جسرا وطيد”، هي كلمات في قصيدة للشاعر اللبناني خليل حاوي، ولكنها اذا ما قيست على مقياس النضال تبقى عاجزة عن إعطاء مقاومين ومناضلين ضد العدو الإسرائيلي حقهم في زمن إختلط على الكثيرين فيه مفهوم النضال وماهية العمل المقاوم

كان العدو الإسرائيلي يظن أن إحتلال لبنان نزهة وقد صرَّح في فترات سابقة من تاريخ الصراع أكثر من قيادي في كيان العدو بهذا الأمر ولكن الأمر كان غير ذلك وقد قال مناحيم بيغن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي سابقا: أنه بصدد إرسال مئتي فتاة على الدراجات النارية  لإحتلال لبنان ولكن طموحاته فشلت وإغتصبت دراجاته إن لم نقل أكثر

لعبت الأحزاب الوطنية دوراً كبيراً في تحقيق الإنتصارات المتتالية أمام العدو الإسرائيلي من الحزب السوري القومي الإجتماعي الى الحزب الشيوعي اللبناني الى حزب البعث العربي الإشتراكي مروراً بحركة التحرير الوطني الفلسطيني وبعض المنظمات المنضوية في منظمة التحرير الفلسطيني وقد قدمت هذه الأحزاب الكثير من الرموز والتضحيات إيماناً منها بحقها في الدفاع والمقاومة بغية تحرير الارض

َّولكن ماذا عن المناضلين الذين ضحوا وقدموا سني عمرهم إيمانا بالقضية الفلسطينية ؟هل من إهتمام بهم ؟هل من أحد ينظر لتاريخهم أو لحياة أبنائهم ؟

يقول العم محمد (إسم مستعار )ل”تحقيقات” وهو من المناضلين في الحزب السوري القومي الإجتماعي : كنا مؤمنين بهذه الارض ومتحمسين للتحرير وكنا نرى فيما نقوم به عملا مقدسا ولكن ماذا اقول :ما من أحد يسأل عنا لا دولتنا ولا حتى أحد من الأحزاب التي يجب أن تنظر لنا، يكمل حديثه ودمع النضال يقطر دماً في عينيه ماذا أقول لأولادي الذين يقولون لي بإستمرار المقاومة لم تسأل عنك يا والدي، لقد أهملتك، أما بما يتعلق بحياته المادية يكتفي بالقول الله ساترها ولكن لم ينظر الينا أحد وكأننا كنا في شركة ولسنا في أحزاب وظيفتها وواجبها حماية المقاومين والسؤال عنهم وعن عائلاتهم

العملية الأولى التي نفذها حزبيين شيوعيين أمام صيدلية بسترس أدت الى مقتل عدد كبير من القتلى والجرحى الصهاينة وكانت بداية لعمليات أخرى من مناضلين آخرين ممنن إحتضنهم جمول (جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية )
الشهيد خالد علوان شهيد آخر هاله ما رأى في مجزرة صبرا وشاتيلا القريب الى منزل أهله وهو بدوره الذي نفذ عملية الويمبي في الحمرا والتي أدت الى مقتل ضابطين إسرائيليين، هذه العملية أيضا من العمليات التي كانت تعبيراً عن غضب شعبي وطني قرر مواجهة الإحتلال

في شهر نيسان نفذت المناضلة سناء محيدلي عمليتها على معبر باتر في عملية بطولية كانت ولا تزال أصداؤها لغاية اللحظة تقلق الإسرائيلي كلما تذكرها أو عرف عنها، فسناء إبنة الجنوب وتحديدا بلدة عنقون كانت النموذج للفتاة اللبنانية المقاومة التي تشاطر الرجل هَمّ المقاومة والنضال، مروراً بسهى بشارة الفتاة الشيوعية الثقافة، التي حاولت قتل العميل السابق أنطوان لحد في منزله، وكثر من الأحزاب الأخرى التي قدمت أبطالاً على مذبح النضال والشهادة والبطولة. ولكن، هؤلاء الشهداء والشهيدات لم ينتظروا شيئا ولم يطالبوا بشئ، فقط كانت دماءهم تخبرنا أنها لا تريد سوى حفر اسمائهم في عقولنا وقلوبنا والسير على طريقهم المعبَّدة بتراب الشهادة

مناضل آخر يحكي لتحقيقات قصته وهو من المناصلين السابقين والمعتقلين في سجن أنصار يقول بفخر رغم سنواته السبعين :للأسف نحن في زمن تعطلت فيه منظومة الوفاء والقيم،  ماذا أفعل أنا بإبني المجاز والذي لا يعثر على عمل دون واسطة، هل مكافأتنا على نضالنا هي إذلالنا على ابواب الأحزاب الطائفية، لا نريد شيئا مقابل نضالنا فنحن ناضلنا عن قناعة تامة، لا نريد سوى الكرامة التي من أجلها ناضلنا، يُأفِّف ويقول آخ منك يا زمن

وفي حديث آخر قال أحد المناضلين الذين ساهموا في حفر نفق أنصار أن هذا الإنجاز كلَّف الكثير من الوقت والجهد والذي أذهل الجيش الإسرائيلي، أنه يعاني من صعوبات معيشية وعدم قدرة على تأمين الدواء
وفي إستفتاء أجرته “تحقيقات” مع مجموعة من المناضلين الذين عانوا ظروفا متشابهة، أتت النتائج لتؤكد أن معاناتهم واحدة والشكوى من الإهمال الرسمي لنضالهم وتاريخهم واحدة أيضاً، ولكن رغم قسوة ظروفهم كان خيارهم خيارا نابعا من عقيدة ثابتة وصلبة بأن الحق الذي لا تدعمه قوة يضيع في معترك الأمم وأن قدرهم كان قدر المقاومة والتحرير ليبقى المقاومون في فلسطين ولبنان يستمرون في كتابة فجر جديد نقي عنوانه “ستعود فلسطين يوما وتبقى بوصلة الحق في الشرق

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

“البقّ” يغزو لبنان وهي حشرة تنتشر داخل الفرش وتتكاثر بشكل كبير

كتبت شانتال عاصي في صحيفة الديار: كشف الخبير البيئي ورئيس حزب البيئة العالمي البروفيسور ضومط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!