facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

تحقيق خاص: حكاية العِراق مع ملاحقة “المُختلفين” شكلاً وسلوكاً طويلة .. إليكم أبرز محطاتها السوداء!

لقيت وصيفة ملكة جمال العراق السابقة تارة فارس مصرعها الخميس في عملية اغتيال استهدفتها في بغداد، وقبلها الممثل المسرحي كرار نوشي، إلا أن هاتين الحادثتين ليست سوى تفاصيل صغيرة، أمام مرحلة طويلة من الإستهداف الممنهج للمختلفين فكراً وسلوكاً، نعرض لكم أبرز محطاتها. 

2009: إقتحام البيوت، المناداة بالإسم، القتل، ثم رمي الجثث في أماكن سكن أصحابها من “ناقصي الرجولة”

لنعود إلى عام 2009، حيث بدأت الإعتقالات لمن يصفوهم ب “ناقصي الرجولة” بالظهور بشكل لافت، إذ أن العائلات كانت تتفاجئ بإعتقالات إما منتصف الليل او في ساعات الفجر الأولى، حيث يتم اقتحام المنازل دون أدنى احترام لحرمتها، ينادون شاباً بإسمه، يضعون البنادق في خاصرة ورقبة عائلته، ويرحلون به، في مشاهد أقل ما يقال عنها أنها بوليسية ساقطة.

هؤلاء الشباب كان إعتقالهم لتهمة واحدة أنهم “ناقصي الرجولة”، وبالتالي يشكلون خطراً على عادات مجتمعهم وينشرون السلوك الشاذ ويسيئون لمعتقدات ثابتة، فيجري إقتيادهم، تعذيبهم، ثم قتلهم بوسائل مختلفة، ورميهم إلى جانب الطرقات أو الحاويات في اماكن سكنهم.

انتشرت حملة القتل هذه في العراق في الأشهر الأولى من عام 2009. ولا تزال العراق مكانًا خطيرًا بالنسبة للكثيرين من مواطنيها، إن لم يكن كلهم، إلا أن كتائب الإعدام بدأت في استهداف ـ تحديدًا ـ الرجال ممّن رأوهم “ناقصي الرجولة” أو من ارتابوا في ممارستهم للسلوك المثليّ. فأصبحت أتفه تفاصيل مظهر الرجل ـ طول شعره أو تفصيلة ملابسه ـ تتحكم في حياته أو موته.

ويرتكب القتلة جرائم القتل العمد بهدف التهديد والوعيد، حيث يلقون بالجثث في صناديق القمامة أو يعلّقونها في الطرق بهدف الرّدع. ينتهك القتلة حرمة البيوت، فيختطفون الأبناء والأخوة وفي اليوم التالي يلقون بهم جثثًا هامدة بالمنطقة التي يسكنون فيها.

يستجوب هؤلاء القتلة ضحاياهم ويعذبونهم لإجبارهم على البوح بأسماء أشخاص آخرين ممن يرتاب في إنهم يسلكون سلوكًا مثليًا. ويتفنن هؤلاء القتلة في أبشع أنواع التعذيب المروع: حيث تفيد مصادر طبية عن رجال أعدموهم عن طريق حقن الصمغ داخل فتحة الشرج، وظهرت عشرات الجثث لهؤلاء الأشخاص في المستشفيات والمشارح. وغالبًا لن يُعرف أبدًا عدد القتلى، حيث يجتمع عنصران: تقاعس السلطات عن التحقيق في هذه الجرائم، وذعر أسر القتلى وعارهم، فيضمنان استحالة الوصول إلى أرقام وأعداد يعتدّ بها. أمّا أحد المسؤولين العالمين ببواطن الأمور في بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق فقد أخبر “هيومن رايتس ووتش” إن عدد القتلى قد ارتفع غالبًا حيث بلغ القتلى المئات.

2012: للإيمو حكاية أخرى، رجمهم كما “الشيطان الرجيم”

مطلع العام 2012 دعت النائبة في البرلمان العراقي صفيه السهيل في مجلس النواب العراقي، وزارة الداخلية للكشف عن ملابسات مقتل عدد من مقلدي ظاهرة (الايمو)، وفيما دعت ايضا لتوضيح اسباب اعتقال الاجهزة الامنية ومنها الشرطة المجتمعية للطلبة من امام الكليات بتهمت تقليد الظاهرة، طالبت الداخلية بادخال منتسبيها في دورات مكثفة عن حقوق الانسان تضمن عدم التضييق على الشباب العراقي.

وقالت النائبة صفيه السهيل في حديث لـ”السومرية نيوز” حينها ان على وزارة الداخلية ولجنتي حقوق الانسان والأمن والدفاع البرلمانية التحرك بسرعه للكشف عن ملابسات قتل الشباب الذين ينتمون لظاهرة (الايمو)، مؤكدة انه ليس من حق احد ان يحاسب او ينصب نفسه بديلا عن القانون للتعامل مع هذه القضية.

وكان مصادر في اجهزة الامن العراقية وشهود عيان تحدثوا عن حصول عمليات قتل ضد المنتمين لظاهرة (الايمو) في عدد من مناطق العاصمة العراقية بغداد تقوم بها جهات مجهولة عن طريق سحق رأس المنتمي للظاهرة بحجر كبير يؤدي الى مصرعه في الحال.

ومع توسع هذه الظاهرة في العراق آنذاك، هناك اعتقالات تمت لشباب بسبب شكلهم من قبل عناصر الاجهزة الامنية وخصوصا عناصر الشرطة المجتمعية لأن منظر الطلبة كان غير مألوف لديهم.

وأتت الإعتقالات والإغتيالات بسبب ارتداء الطلبة للجينز الامريكي او بسبب تصفيف أو قص شعرهم على الموضة الغربية ، وأن هذا الامر ادى الى حالة من الرعب لدى الطلبة متزامناً مع وجود معلومات بين الطلبة عن تكليف جهات امنية لعدد من زملائهم بتقديم تقارير باسماء الطلاب الذين يرتدون الجينز او لديهم تسريحات خاصة.

2014 وصاعداً: ملاحقة كل من برتدي ملابس غير مألوفة  أو شكله غير مألوف، وتصفيتهم، ذكوراً وإناث

نعرض لكم نموذجين بارزين، ومثلهم الكثير يومياً

  • ضجت وسائل الإعلام العراقية، بخبر وفاة الممثل المسرحي وطالب الفنون الجميلة، كرار نوشي ، البالغ من العمر 27 عامًا، وذلك بعدما عثرت السلطات العراقية على جثته غارقة بالدماء، وملقاة في إحدى الساحات بشارع فلسطين، الواقع شرقي العاصمة بغداد، وتبدو عليها علامات العنف والتعذيب.
  • لقيت وصيفة ملكة جمال العراق السابقة تارة فارس مصرعها الخميس في عملية اغتيال استهدفتها في بغداد. وزارة الصحة العراقية أكدت مقتل فارس بطلقات نارية في العاصمة، وأن االحادثة وقعت بمنطقة كمب سارة وسط بغداد ، وقال مدير إعلام صحة الرصافة قاسم عبد الهادي إن  جثتها وصلت إلى مستشفى الشيخ زايد في الساعة 5:45 مساء. وأضاف عبد الهادي أن الشابة التي كانت من أشهر النجوم العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، أصيبت ;بثلاث طلقات نارية، اثنتين في الرأس والثالثة بمنطقة الصدر.

واقع العراق اليوم في غاية الصعوبة، وهذا الإنغلاق والجهل الفكري والثقافي، لن يرتد إلا على أصحابه، ويُعرِّض البلد لحالات عدم إستقرار، كما وعدم مواكبة الواقع الحالي، لتُترك الساحة أسيرة عادات وأفكار أقل ما يُقال أنها “منتهية الصلاحية”، فهل من يتحرك، ويتحمل المسؤولية؟!

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

بمشاركة حشد من المُحبِّين الإعلامية ميساء عبد الخالق تحتفل بصدور كتابها الأول وتهديه لروح والدها

شهد جناح “دار الفارابي” في معرض لبنان الدولي للكتاب حفل توقيع كتاب “القاعدة وداعش وصراعهما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!