Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
رصد ومتابعة- خاص شبكة تحقيقات الإعلامية
جوليا أحمد
مدينة الشمس غابت عنها الشمس بنورها الكامل بعد أن أشرقت منذ فترة بعد جهد وجهيد. بعلبك اليوم تنز ف بكل معنى الكلمة. عقليات عشائرية فردية تتصرف بعكس روحية العشائر الأصيلة لا ترضى الا السن بالسن والبادي أظلم.
عادت بعلبك لتعا ني من جديد من هطول القذا ئف كالأمطار في سمائها وملأت أرضها بالرصا ص الطا ئش. ففي ليلة ليست ببعيدة (منذ أيام) الساعة ١:٠٠ ليلاً وفي محلة الفيضة – يونين حصل اشكا ل واطلا ق نا ر خلال حفل زفاف من آل النمر و آل امهز بين اشخاص من آل امهز وآخرين من آل زعيتر فكانت الحصيلة ٣ قتل.ى و ٤ جر حى. فالش.هداء رفعت أروا حهم الى السماء والجر حى بإنتطار الشفا ء العا جل. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو الى متى ستبقى الدولة موجودة فقط في المظاهر الأ منية كالحوا جز العسكر ية في منطقة بعلبك؟ الى متى سيبقى السلا ح المتفلت يفت.ك بأروا ح الأبر ياء؟
مدينة بعلبك وبعد العمل بكل جهد على المستوى الأ مني من أجل تحسين صورتها أمام السواح وبعد رفع الحظر عنها كمنطقة محظو رة على الخريطة السياحية لدى بعض الدول الأوروبية عادت اليوم الى الصورة الأ سوأ تاريخيا”. فبين الأخذ بالثأ ر والرد على موال أغنية تسبح بعلبك في نهر من الد ماء. لكن الأسباب الكامنة وراء كل المجا زر التي تحصل على ارض بعلبك عديدة.
فالسبب الرئيسي والأهم هو السلا ح المتفلت في أيدي المواطنين الذين يستعملونه في كل المناسبات كالنجاح، الزواج، العز اء، الإحتفالات الخ… فلقد أصبحت أرواح المارة في المدينة وأرواح القاطنين فيها رهن رصا صة طا ئشة تقضي على أحلام اللبنانيين ومستقبلهم. أما السبب الثاني لهذا الوضع المتأ زم هو الفكر العشا ئري. فمدينة بعلبك مؤلفة من عشائر تؤمن بالثأ ر. فأي عشيرة يذهب لديها أي شخص تعاود الإطاحة بجسده ولو بعد سنين. ففي الأمس القريب كان الضحي.ةحسن جعفر الذي ذهب على يد أشخاص مجهولين. والبارحة كانت الضحا يا شباب بعمر الورد ذهبوا في خفل زفاف جراء موال أغنية.
إضافة الى ذلك ,فإن جميع هذه الأسباب اجتمعت لتشكل من مدينة الشمس مدينة ظلا م يخا ف دخولها كل سائح ويخشى كل بقاعي على أولاده وعائلته من الر صا ص الطا ئش أو مجز رة قد تحصل أمامه بشكل مفاجئ. فالحركة الإقتصادية شلت بشكل جزئي في السوق البعلبكي، والحركه السياحية قد تنتهي نهائياً بعد هذه الأز مات وبالتالي تقطع لقمة عيش المواطن وكأنه لا يكفيه أز مات الفسا د والسر قة والتبعية للخارج.
وقد كان لافتاً موقف النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة حسين الحاج حسن والذي توجه فيه مباشرة إلى المساهمين في تعكير صفو المدينة وإستقرارها بأن تصرفاتهم مردودة عليهم، وأنهم بذلك يُحرمون منطقة كاملة من الإستقرار ويأخذون بسمعتها إلى ما لا يريده أهالي بعلبك المسالمين.
كما أشار المفتي عباس زغيب إلى ضرورة أن تتحرك الدولة لإزاحة هؤلاء من مشهد الحياة اليومية لبعلبك، عير القب.ض عليهم والتخلص من أفعالهم.
أهل بعلبك أهل العز والكرم يطلق عليهم اليوم اسم أهل القت.ل والخارجين عن القانون. ولكن هنا يتم تحميل الدولة اللبنانية كامل المسؤولية وذلك بسبب غيابها عن المدينة. فوجود الحبش اللبناني الذي يعمل على فرض الأ من والأمان والاستقرار في المنطقة وحده لا يكفي، بل يجب على المسؤولين السياسيين رفع الغطاء السياسي والكامل عن جميع المواطنين والعمل على المساهمة مع أهل المنطقة بكل طوائفها من أجل حل هذه الأز مات وقد أطلقت اسم أز مة لأننا بالفعل أمام أز مة خطيرة جداً من الممكن أن تودي بالمنطقة الى هلا ك أكبر.
فنحن اليوم أمام خيارين فقط. الأول إيجاد فرص عمل للشباب في جميع الإختصاصات والمهن وفي هذه الحالة يصبح الشاب بعيد كل البعد عن طريق الهلا ك وحمل السلا ح والتجول به في أنحاء المدينة، أو رفع الغطاء السياسي عن الجميع وتسليم المطلو بين للقانون وفرض الأ من في جميع أنحاء المنطقة.
ففي بلد كلبنان يحوي الكثير من أزمات الفسا د والر شوة والسر قة وسلب جيب المواطن، كيف له أن يستيقظ المواطن اللبناني في يوم من الأيام على وطن؟
