facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj
الدكتور غسان جعفر
الدكتور غسان جعفر

النظام و الشعب و الثورة.. هل الأفق مسدود؟ ام اننا أمام الأزمة او المأزق التاريخي؟ (الجزء 2)- كتب: د.غسان جعفر

الجزء الثاني من مقالة رئيس التجمع الوطني الديموقراطي الدكتور غسان جعفر:

النظام و الشعب و الثورة.. هل الأفق مسدود؟ ام اننا أمام الأزمة او المأزق التاريخي؟ (الجزء 2)- كتب: د.غسان جعفر

1- معضلة النظام الطائفي المتجذر في الأرض و صلب العود:

نحن امام معضلة” انزراع” المنظومة الحاكمة بعمق و بجذور راسخة و طويلة في الارض-البيئة الحاضنة. و امام مأزق طبيعة النظام السياسي ووظيفته البنيوية ، المتشكلة أصلا لخدمة مصالح قلة او حفنة من زعماء و أمراء الطوائف و المذاهب.

الذين هم هم أنفسهم قادة ميليشيات الحرب الأهلية البائدة. و هذه الكتلة-الشبكة ذات الطابع المافياوي، قوّضت قيام الدولة.

وسلبت اللبنانيين ثرواتهم وقوّة عملهم، وأدّت إلى تهجيرهم في أصقاع الأرض بحثاً عن فرصة للحياة. وها هي المنظومة نفسها الآن.

وبالرغم من كل صراعاتها الفوقية، البينية والداخلية، تتناغم في ما بينها بحثاً عن صيغ جديدة للمحاصصة الطائفية، تارة باسم اللامركزية الموسعة.

وتارة أخرى بإجراء انتخابات نيابية مبكرة وفقاً للقانون الانتخابي الراهن. وهكذا سيبقى “لبنان الكبير” يدور في حلقة مفرغة لمئة عام مقبلة، الآتي سيكون أعظم.

هكذا و مرة جديدة، يتضح أن النظام الطائفي العفن والمتوارث، منذ تأسيس الكيان، هو مصدر الحروب والأزمات المتلاحقة والتبعية والارتهان والفساد.
والمواجهة ستكون أشد وأشرس بعد توافق معظم أطراف السلطة على تشكيل هذه الحكومة.

وعلى تنفيذ ما عجزت عن تنفيذه حكومتا الحريري ودياب، وذلك تحت ستار حاجة لبنان لمساعدات وقروض خارجية موعودة من صندوق النقد الدولي ومؤتمر سيدر، في استعادة ميؤوسة و استيلاد عقيم للحريرية السياسية، بنسختها المتجددة و المنقحة و المزيدة.

لقد نجحت محاولات قوى النظام، مؤقتا في تثبيت مواقعها-متاريسها، على قاعدة استمرار نهج المحاصصة الطائفية و المذهبية و الفئوية السياسية و المناطقية، و تكريس مبدأ الزبائنية في التعاطي الوظيفي و الاداري، و المحسوبيات الحزبية.

اذ تغلغل ممثلوها النفعيون في كل مفاصل و مصالح و ادارات الدولة الوظائفية و الخدماتية و غيرها، كالأخطبوط المتمدد الأطراف، و ذلك بكتلة بشرية بلغت الآلاف ، و التي شكلت لهذه الطبقة الحاكمة، امتداداتها الحلزونية ، في جميع مؤسسات الادارة.

مما سمح لها بتنفيذ صفقاتها-فسادها، بشكل مقنع و مقونن و غير ملموس في معظم الاحوال.

هذه الشريحة الكبيرة، من الازلام و المحاسيب ،شكلت القوة الضاربة الممتدة في أعماق الادارات و الوزارات و المصالح ، و السند-الركيزة الانتخابية الدائمة و شبه الثابتة نسبيا، لتأمين و تأبيد السيطرة السلطوية و الهيمنة الاستتباعية للشبكة الحاكمة، في كل الاستحقاقات النقابية و البلدية و النيابية، -طبعا-في ظل عملية ترهيب و تخويف دائمين للمعارضين، من قطع أرزاقهم و فصلهم من الوظيفة او تقليل ساعات عملهم، في حال عدم انصياعهم لإرادة “أولياء النعمة- القادة النقابيين أو المستنقبين الجدد”.

لذلك، لم يكن ابدا مستغربا سيطرة السلطة الطائفية المذهبية المافياوية الميليشياوية، على الاتحاد العمالي العام و معظم النقابات الفاعلة ، للعمال و الموظفين و المعلمين و الاساتذة و غيرهم، و هيئة التنسيق النقابية، في مصادرة غير مسبوقة تاريخيا، للعمل النقابي الديموقراطي الحر المستقل، و ذلك ، عبر الأساليب و الوسائل الترهيبية و التوظيفية لعدد هائل من المحاسيب و الأزلام.

لن اتوسع أكثر في هذا الشق .. الذي لا بد لي من العودة اليه في وقت لاحق.

الغاية كانت مجرد الاضاءة الرمزية و السريعة على هذه المعضلة الشائكة و ذات الانسياب السرطاني في مفاصل الدولة، ادارات و مؤسسات و مصالح و نقابات.

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

حشود كبيرة تدخل بشكل يومي … المعابر غير الشرعية تعجّ بالسوريين والمُسهِّل مافيا لبنانية مُتشعِّبة

خاص – شبكة تحقيقات الإعلامية رغم كل الجهود المبذولة من قبل الجيش اللبناني ، على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!