facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

المحامي الدكتور ايلي حاتم:” لا علاقة لليهودية بالصهيونية وضد الماسونية والعولمة وهذا ما تعلمته من ريمون إدة وأمين الجميل وبطرس غالي”

حوار/ ابتسام غنيم
موقع : “الموقع”

يأسرك حديثه حيث تشعر معه بلا إشباع حاجتك، فكلما غرفت بعضاً من بنات أفكاره زاد الشوق للإستماع لما هو مزيد.. لا يُهادن في مبادىء يرى انها تعيش معه وربما تسكنه، ولا يضع نفسه في منتصف الأشياء، فهو اما أن يكون سيد الموقف والأماكن أو فالأنسحاب من شيم الكبار.. عاصر الكثيرين وصادق الجميع ولم يكن في كل هذا مُتكبراً أو ساعياً لِسمعة وشهرة وحضور، يكفي أن تلفظ أولى حروف إسمهُ حتى يبتسم السامعين.. هو الحقوقي الذي أخذ من المحاماة قوة المنطق وقوانين التصرف واللباقة بالكلام، هو الدكتور ايلي حاتم الذي يُضيف لمن عرفه غير مرئي يتمثل في التعرف على المزيد من ثقافة المنطق، ومنطق المثقفين وما أندرهم.. في زيارته الأخير الى لبنان التقيته وكان هذا الحوار الحصري.

لنتحدث عن الهوية المُتعددة من حيث الايجابيات والسلبيات؟

-يوجد شيء في العالم هو العولمة شئنا أو أبينا، ولا يُمكن أن نتخطاها، لكن المُشكلة التي قد تُسبب الضرر هو القضاء على خصوصيات الشعوب والحضارات، يعني مثلاً الجينز كل الناس من كل الدول ترتديه وما يزعجني انه سيقضي على الحضارة، وأقصد الزي السعودي، واسلوب الملبس بالصين وغيرها من ميزات وخصوصيات الدول الاخرى، لذا يجب علينا التعامل مع العولمة بحكمة وذكاء وعدم التعدي على خصوصيات الشعوب والحضارات، هذه الطريقة السائدة في العولمة تؤدي الى مشاكل داخلية اذ أن كثر سيشعرون انها تتعدى على حريتهم، وتعدديات الهوية ليس لها علاقة بالعولمة،(ويتابع) سأقول لك مثالاً في باريس لسنا ضد تعدد الحضارات والشعوب التي تأتي الى مدينة كوزموبزلوتيسم اي الخليط، ولكن هذا الخليط قد يقضي على الثقافة والحضارة الفرنسية في القرى يعني مثلاً الناس هناك كما تشرب النبيذ ستشرب ايضاً الكولا وهذا قضاء على حضارتهم والتفكير الفرنسي،(ويضيف) في بريطانيا يوجد خصوصية وهذا ما دفعهم من الخروج من الاتحاد الاوروبي، لأن الاخير لدية مشروعاً سياسياً للقضاء على خصوصيات وحضارات الدول وبالتالي الثقافات، لذا البريطانيون انسحبوا للحفاظ على خصوصياتهم البريطانية، وهذا ما أًدافع عنه في فرنسا لا سيما الحركة الفرنسية التي أسسها شارل موراس في القرن التاسع عشر، وهي الحركة التي تريد الشعب ان يتمسك بحضارته ويحافظ على اللغة الفرنسية .

الغليان والضياع وسيطرة اللوبي الصهيوني

اليوم بظل الغليان دولياً وإقليمياً والاغلبية تضرب القوانين بعرض الحائط ولم يعد هناك من يدافع عن الافراد ولا المنظمات الدولية قادرة على حماية المجتمعات كيف تُقيّيم ذلك وهل يُسبب لك هذا الامر القلق؟

-سأرد عليك من الناحية الفردية، اليوم الانسان صار ضائعاً، لا يفهم أي قانون يُطبق عليه، بسبب كثرة القوانين الداخلية والخارجية، مثلاً يوجد القوانين الفرنسية التي تُحترم لكن بالمقابل يوجد قوانين أوروبية تطغى على القوانين الداخلية، وفي بعض الاوقات تكون غير مُتطابقة، وهناك ايضاً المُعاهدات الدولية التي تطغى على القوانين الاوروبية، عندما نمتثل امام القضاء الفرنسي القاضي الفرنسي لا يعرف أي قانون يجب أن يُطبق، ولكن يأتي محامي آخر يقول يجب تطبيق القانون الاوروبي وآخر يُصر على القانون الدولي، من هنا نجد نوع من الضياع والعودة الى شعوب الغاب، وايضاً اليوم يوجد قوانين عامة يجب أن تمتثل لها الدول، كما نرى كيف أن القوي يفرض سطوته على الارض، وهذا ما تقوم به الولايات المُتحدة الأمريكية، وخصوصاً اللوبي المُسيطر عليها، لا سيما اللوبي الصهيوني أي الايباك التي تتلاعب بالسياسة الخارجية الاميركية، واللوبي الصهيوني يُسيطر أيضاً على العالم بواسطة الماسونية التي دخلت بها الصهيونية وأصبحت كل رموزها رموز التلمود، الذي ليس هو الكتاب المُقدس او التوراة، بل هو كتاب آخر الذي عُرف منذ أن صار رجال الدين اليهود يحولون أفكارهم وجمعوها بكاتبي التلمود الاول والتلمود الثاني، وفي القرن السادس عشر بدأت الحركات اليهودية السياسية تدخل الماسونية في أوروبا والعالم قبل إقامة الصهيونية وتغلغلوا بالماسونية التي هي عبارة عن اجتماعات سرية، تجلب اليها الناس ويستقطبون النماذج بكل المُجتمعات أي الاشخاص الذين لديهم القدرة الثقافية الكبيرة أو السياسية ومن هنا صارروا لوبيات، ودخلت معهم لوبيات المال أي عائلة روتشيلد التي دعمتهم جداً، وصارت الماسونية تتغير وعلى رأسها الدار الكبير وهم اليهود التلموديين وصاروا يتلاعبون بالكلمات والاحرف، وبذلك سيطروا على امريكا خصوصاً بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، إذ صارت بوليس العالم وانتشر اللوبي الصهيوني واللوبي الماسوني وصاروا يعتبرون أن لهم الحق المكتسب بالتدخل بالعالم وبكل شبر بالارض لاسيما بعد حرب يوغوسلافيا السابقة، لانهم كانوا يخشون أن تندمج يوغوسلافيا مع روسيا، وبذلك ربحت امريكا هذه التجربة وبعدها صارت تستخدم الدين لمصالح سياسية، وأنوه ان الصهيونية هي عدو الشعب اليهودي اذ هناك فرقاً بين الصهيونية واليهودية كديانة، وللأسف يوجد أشخاصاً لا يفرقون بين الصهيونية واليهودية،(ويعلق) هناك اشخاصاً قاموا ضدي بحملات بباريس وهجموا عليّ في الجامعة وقلت لهم انا مع السامية أكثر من اليهود المنتشرون بكل بقاع الارض كديانة، (ويضف) وهناك شيئاً مهماً وهو الضحية الاولى هم الاشخاص اليهود الذين لا علاقة لهم بالصهيونية، امريكا فشلت في تجربتها القبرصية في حصول حرب، كما فشلت في لبنان بحصول نزاع بين المسلمين والمسيحيين اذ أن الاخيرين تفرقوا ودخلوا بنزاعات بين بعضهم وكذلك الامر بالنسبة للمسلمين وصارت حرب طائفية صعبة، بينما ربحوا في أفغانستان واستعملوا الدين لمصلحتهم السياسية، اما في أيران بعد سقوط الشاه ووفاة الخوميني اذ اعتبروا أن هذه الحركة اذا نجحت في إيران سينتصرون، لكن ايران بعد رحيل أحمدي نجاد صاروا يعتبرون انفسهم كفرس أكثر مما هم مسلمون من المذهب الشيعي، واليوم تسيطر الولايات المتحدة الاميركية وتقوم بالتلاعب على دول الشرق الاوسط ووصلت الى أفريقيا، لذا اليوم لا يوجد أحترام للقوانين الدولية، وهناك ضياعاً بالافراد والمجتمعات، والعام صار مُقسماً الى قسمين واحد يريد العولمة حيث الضياع التي تغذيها أمريكا لفقدان خصوصية الدول وقيام المشاكل والحروب الاهلية والدينية بغية تضعيف المؤسسات السياسية، والفريق الثاني الذي يرفض ذلك خصوصاً روسيا حيث ان الرئيس بوتين أعاد الحضارات للحفاظ على الهيبة السياسية، في سوريا كلنا ظننا أنه بعد التشرذم انهارت الدولة السورية لكنها اليوم عادت الى ما كانت عليه سابقاً .. يعني اليوم يوجد خطان الاول هو العار الذي يريد تفكيك الدول والخط الثاني هو خط الخير الذي ترأسه روسية وأنضمت اليه الصين ويحاولون الحفاظ على الخصوصيات وحماية الدول ومؤسساتهم، والرئيس ماكرون أستيقظ وتنبه الى هذا الامر للحفاظ على الخصوصية الفرنسية، وفرنسا اليوم تقع بين خطي العار والخير وتلعب بهذا التوازن كي تُعيد احترام القوانين الدولية.

ملف الفساد في لبنان

كشفت ملفاً للفساد في لبنان حدثني عنه؟

-وقتها وكلني زميلي المحامي اللبناني رياض مزهر في قضية فساد كشفها على رئيس بلدية في احدى مناطق المتن، حيث قام بنهب المولدات الكهربائية والمبلغ قدر بـ 25 مليون دولار اميركي وفق الاطروحة التي قدمها الاستاذ رياض مزهر للقضاء الفرنسي وقام بهذه الدعوى امام المدعية العام التي استلمت الملف ولكن لكي تقوم بطلب رئيس البلدية امام القضاء كان يجب وفق القانون اللبناني أن يقوم المحافظ برفع الحصانة عن رئيس البلدية، وهذا ما لم يحصل الامر الذي إستغربته كمحامي وضليع في القوانين الدولية كيف ان المحافظ لم يرفع الحصانة وكيف لم تتدخل الهيئات السياسية والادارية بهذا الموضوع، وبالتالي عدم السماح للقضاء اللبناني بأخذ مجراه، ولا تنسي اني سبق ان تكلمت بقضية الفساد سيدر امام السلطات الفرنسية ، لكن كوني متعلق بجذوري اللبنانية كتبت لصديقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة وأعلمته بذلك واخرى الى رئيس الوزراء الشيخ سعد الحريري الذي كنت على صداقة بوالده رحمه الله، وقد جاوبني فخامة الرئيس باليوم نفسه من خلال اتصال من الرئاسة وقالوا لي انه تم تسليم الملف للرئيس سليم جريصاتي ليتابع هذه القضية، لانه على الدول اللبنانية ان تخرج من مشكلات الفساد لان لبنان الحضارة والجمال مضرباً للامثال، ومن المعيب والمُخجل ان الفساد كثر فيه للأسف.

تعلمت من هؤلاء

تعاونت مع عدة شخصيات كبيرة مثل الشيخ أمين الجميل، الدكتور بطرس غالي والامير سلمان وغيرهم حدثني عنهم وفق اختلاف امزجتهم وماذا عن تجاربك معهم؟

– اولاً تعلمت كل شيء عن لبنان من خلال العميد ريمون إده، الذي عزز بداخلي تعلقي بجذوري اللبنانية وأن أتعامل بالوطنية اللبنانية، وكان هو أيضاً مُقرباً من الحركة الفرنسية التي أنتمي اليها، وللعلم هو كان سيتزوج من شقيقة الكونت باريس، وتعلمت الكثير من الدكتور بطرس غالي حيث ساعدني في أطروحتي بقانون الدولي العام القبرصية وكان اميناً عاماً للأمم المتحدة وكان هو كوالد لي، كما ساعدني حينها استاذ القانون الدستوري بيار باكتويال، وتعلمت منه اي للدكتور بطرس غالي الديبلوماسية وفتح لي الابواب، أما الرئيس أمين الجميل هو محام وصديق وأكثر من سياسي وديبلوماسي اذ لديه نظرة عميقة لكل الامور وموضوعياً جداً، ومنفتحاً على الجميع ومرة لم يتكلم عن عدو بل عن خصوم، ودائماً يقول لي أنا أسامح الجميع، وكان يعلم أن هناك فريقاً من عائلتي كانت تسكن في مصر، ووالدته كانت تحدثني عن إحتضان مصر لآل الجميل في الحكم العثماني، وتعلمت من جان ماري لوبان الزعيم الحركة الوطنية الفرنسية طريقة الادلاء بالخطابات لانه يُجيد فن الخطابة، وعندما كان عمري 19 سنة كان يعطيني موضوعاً ويقول لي أمامك 20 دقيقة لتحضر نفسك وتقول الخطاب واليوم انا تلميذه مما أزعج الصهاينة بفرنسا مني وقاموا بحملة دعائية ضدي، وإعتبروا اني معادٍ للسامية وأنا لست كذلك أبداً، تعرفت ايضاً على رئيس اليمن علي عبدالله الصالح الذي كان يرسل لي العسل الذي أحبه (يضحك ويضيف) ايضاً تربطني صداقة خاصة بعائلة الاسد وأعز صديق لي هو دكتور سومر الاسد أبن السيد رفعت الاسد، والامير سلمان بن عبد العزيز هو صديق عزيز ووالده أيضاً الامير عبد العزيز، وسعيد جداً بالانفتاح الكبير الحاصل في السعودية واتمنى أن تنتهي كل الخلافات الحاصلة بين الامير سلمان وآل سعود لأن كلاهما عائلة متماسكة وقادرة على حماية المملكة العربية السعودية، ومن المستشارين لدي أيضاً رولاند ترامب وايضاً ميخايل بوغندوف صديق لي كما لي علاقات صديقة جداً مع شخصيات سياسية قتلوا من طرف الحملات التي قامت ضدهم مثل الرئيس صدام حسين، وايضاً الرئيس معمر القذافي حيث عرفني عليه الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران حين كان رئيساً لفرنسا.

انا مثل الأرزة

ماذا ترك لبنان بداخلك؟

-انا من حمانا ولم أعش بلبنان وكنت اتنقل بين فرنسا وبريطانيا واليونان، ودائماً اقول ان لدي الثقافتين العربية والغربية ووجدت التوان بين الاثنين بالحضارة الفرنسية لان فرنسا لها علاقة تاريخية مع لبنان ومع عائلة حاتم التي كانت مقربة من عائلة نابليون بونابرت، لكني مثل الارزة متمسك بتاريخ لبنان الذي هو الحضارة والانفتاح على الشرق والغرب والشمال والجنوب، هو شرق البحر الابيض المتوسط بين الحضارات الكبرى التي انفتحت الحضارات على العالم مثل بلاد مابين النهرين والحضارة المصرية ونتكلم اليونانية وأغلب اللغات وبأمكاننا أن نتوسع بحضارتنا أكثر لو تماسكنا وتحالفنا.

الفن والأدب اللبناني

لمن تستمع من الاصوات الللبنانية؟

-أسمع صوت صديقي السوبر ستار راغب علامة.

قلت لي انك تحب مي زيادة؟

-جداً وقرأت جبران وتوفيق عواد الذي كان لديه انفتاحاً على الحضارة الفارسية وليس التركية، ومارون عبود وميخائيل نعيمة وانفتاحه على روسيا، الغربة لم تسرقني من الادب اللبناني لاسيما جبران، اللبنانيون ساهموا بنهضة الثقافة العربية، واللبنانيون حاربوا المُستعمر العثماني، وعلى الشعب اللبناني ان لا ينسى الطغيان التركي ولينظروا الى التمثال الموجود في ساحة الشهداء.. وليت الجيل الجديد يضطلع على تاريخ لبنان كي لا يتحول الى فرد ضائع وانا متفائل بالاجيال الشابة رغم كل ما يحصل من نزاعات في لبنان..(يضيف) احب حياة مي زيادة لما فيها من نجاحات وانكسارات وقوة وإبداع، ومن الممثلين أحب الاميرة هند ابي اللمع التي شكلت ثنائياً جميلاً مع عبد مجذوب خصوصاً بمسلسل ” الو حياتي”، احب الفن اللبناني وليت وقتي يسمح لي بأن أُتابعه بحذافيره.

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

رتباء في قوى الأمن تحت المِجهر .. تهريب موقوفين والقضاء يتحرّك

أفادت قناة “الجديد”, مساء اليوم السبت, أن “مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!