رصد ومتابعة- القسم السياسي
سنة مرّت على تفجير الرابع من آب المشؤوم ، والذي صنف بأنه ثالث أكبر انفجار على مستوى العالم أجمع ، حيث دمّر نصف العاصمة وأحد أكبر المرافئ وأكثرها نشاطًا وإنتاجيّة.
سنة مرّت على تفجير الرابع من آب المشؤوم ، استطاعت خلالها السلطة السياسية تحوير الحقائق وتضييع البوصلة صوب مصالحها ومنتفعاتها ، فعرقلت عمل المحقق العدلي ولعبت على عواطف ذوي الشهداء وافتعلت الأزمات السياسية وضخّمت مستوى الأزمة المالية والإقتصادية ، ووضعت الحصانات النيابية والوزارية وخلافها في وجه استدعاء أي أحد للتحقيق.
لم يكن هذا كل شيء ، بل ظلمت ذوي الشهداء مراتٍ ومرات ، عبر ضربهم وتعنيفهم كلّما تداعو للتظاهر ضد أحد من مافيات السلطة السياسية.
اليوم ، وبعد مرور سنة كاملة على التفجير المُدبّر ، السلطة تحسب نفسها فوق المحاسبة والمساءلة ، تراهن على إخفات الأصوات الداعية للإقتصاص من المجرمين ، تسعى فوق كل هذا لمزيد من حصول الإنهيارات كي تتربع على عرشها ، تمامًا كما تربُّعها على عرش الجثث والدماء بُعيد حربٍ أهلية طاحنة غيّرت معالم الدولة آنذاك.
لا مجال للوصول لأي حقيقة مع هكذا سلطة ، مع هكذا قضاء ، مع هكذا رأي عام لا يعرف كيفية المطالبة بحقوقه ونيلها ، ففي لبنان ماتت الضمائر وخفتت الأصوات وانتصر الطغاة.
التحية لأرواح الشهداء … والشفاء العاجل لكل من لا زال يتألّم.