رصد ومتابعة – شبكة تحقيقات الإعلامية
شكّلت زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون لدار الفتوي ولقاءه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ، مادة دسمة للتحليل السياسي في لبنان.
خاصة وأنها لم تأتي إلاّ بعد إعلان الرئيس سعد الحريري عزوفه عن المشاركة المؤقتة في الحياة السياسية ، ودعوته تيار المستقبل لعدم الترشح.
حيث هذه العلاقة كان يشوبها الجمود لفترات طويلة خلت ، حيث العلاقة السلبية بين أبناء الطائفة السنية بشكل عام والتيار الوطني الحر مممثلاً بجبران باسيل وميشال عون.
لا شك أنّ زيارة عون المستجدة لدار الفتوى تحمل العديد من الرسائل في اتجاهاتٍ عدة ، منها ما هو خارجي،
للقول للخليج العربي أنّ ميشال عون يمكنه بناء أفضل العلاقات مع الطائفة السنية ، وللداخل في محاولة لعدم معارضة طائفة بأكملها على أبواب انتخابات نيابية مصيرية.
وخوف التيار الوطني الحر من قدرة حزب القوات اللبنانية وسمير جعجع على استمالة الاصوات السنية بكثافة ، مما يشكل لهم رافعة انتخابية إضافية كبيرة.
وبالتالي يسعى الرئيس عون ومعه جبران باسيل ، ليس للحصول على أصوات سنية في الانتخابات (فهذا بعيد المنال)،
بل تشتيت الرأي العام السني كي لا يشكل رافعة لخصومه في الساحة المسيحية وخاصة منهم سمير جعجع ومن بعده سليمان فرنجية ، الذي يُعوِّل على كسب اكبر قدر من أصوات السنة لا سيما في دوائر الشمال.
مع تخوُّف أكبر من تمكُّن الطبقة السياسية الحاكمة من تأجيل الانتخابات لفترة زمنية معينة ، ريثما يتم خلال تلك الفترة إعادة كسب حماسة الناس للتصويت للأحزاب من جديد.
وهذا خيار لا يزال موجودًا وممكنًا ، والطبقة الحاكمة تتصرف دائمًا وفق مصالحها ، ولو كانت النتائج ليست لصالح البلد.