رصد ومتابعة – شبكة تحقيقات الإعلامية
المحرر السياسي
يتوالى سماع أخبار القتل في لبنان ، ومع كل يوم نسمع عن جريمة وحشية جديدة بأساليب مبتكرة ، من دون التوصل حتى لخيوطٍ بسيطة في الكثير منها.
لان القاتل محترف ، ولكن بشكل أكبر لأنّ المساءلة والمتابعة في لبنان شبه غائبة ، والتحقيقات التي تجري رغم أهميتها لكنها تبقى منقوصة وعليها الف علامة إستفهام.
فقد عثر فجر اليوم على اللبناني ي.م.ا. البالغ من العمر 44 عاما، جثة هامدة داخل سيارة من نوع “بي ام” في منطقة الاوزاعي مصاباً بطلقات نارية عدة.
وعلى الفور حضرت الى المكان القوى الأمنية ومخابرات الجيش وباشرت تحقيقاتها وتتبع الكاميرات في المحلة ، فيما تم نقل جثة الشاب الى مستشفى الرسول الاعظم.
هكذا جرائم سواء أكانت فردية أم سياسية وربما ما هو أخطر بكثير ، تضعنا أمام إمتحان صعب ، وهو عدم جرّ الساحة اللبنانية نحو مشاهد مماثلة تصبح فيما بعد مباحة وعادية وطبيعية.
لذا لا يمكن المرور أمام هكذا مشاهد وكأننا بخير ، منتظرين تحقيقاتٍ من هنا وأحكام قضائية من هناك ، لأننا سننتظر حتى نُهرم.
بل المطلوب أن تتوسع دائرة المسؤلية لتشمل المجتمع نفسه الذي عليه واجب المراقبة وحتى التعقُّب ليكون شريكاً ليس فقط لدولة وقضاء ، بل شريك حماية مجتمعه وصورة وطنه ، التي باتت مغمسة بالدماء وسوء التجارب والويلات وكثرة الخيبات.