بين ليلةٍ وإتصالاتها ، بات الحريري مقتنعاً بضرورة عودته إلى السراي ، من بوابة المبادرة الفرنسية واعتبارها المخرج الوحيد وربما الأخير لإنقاذ الوضع اللبناني الداخلي وإعادة إعمار مخلفات إنفجار الرابع من آب.
اللقاء مع عون سيتبعه بحسب الحريري جولة. لفريقه السياسي على الأقطاب الأساسيين ، لرسم خارطة طريق للإستشارات وما بعدها من تأليف وعقد وعقبات.
حصة الشيعة في وزارة المالية قبلها الحريري بعد بيانه الشهير ذات السطور الكلامية الكثيرة ، وهي المدخل لإعادة تسميته ، بحرص الرئيس بري على وضع اللمسات كاملة ، خاصة أنّ موقفه اليوم بات أقوى ، فالحريري عاد إليه لا محال.
تحرُّك الحريري ما كان ليتمّ لولا موافقة سعودية واضحة ، فهو صريح في قوله أنّه لم وان يتخطى سقف المملكة العربية السعودية في أي قرار سياسي مصيري داخلي ، والقرار السعودي من هذا النوع كما هو معلوم لا يتمّ وحده دون إتصالات عابرة للحدود لا سيما الأميركية منها.
في المحصلة ، قد تكون رحلة الحريري أقلّ تكلفةً هذه المرة ، وقد تكون كلها عبارة عن مضيعة للوقت من رصيده وصورته.