facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

حكومة تحتاج إلى حكومة| حسين المولى

رصد ومتابعة: شبكة تحقيقات الإعلامية

حسين المولى

لو كان عندها حكومة، هكذا بدأ الصحافي اللبناني «رشدي المعلوف» مقالاً له عام 1953 في الزاوية التي اشتهر بها في صحيفة «الجريدة» واسمها «مختصر مفيد»، واعتاد ان يعالج بأسلوبه الساخر الأوضاع السياسية في لبنان.. خلال تلك المرحلة من تاريخ لبنان.

قرأت كتابه “مختصر مفيد” لأجد حاضر لبنان في تاريخه، وكأن أحدا لم يعتبر وأن أحدا لن يعتبر فيبني دولة المؤسسات والقانون، ويؤسس لخطاب وطني شامل عابر للديمغرافيا والتاريخ والحغرافيا التي أرهقت ماضينا وحاضرنا و جعلت مستقبلنا أكثر سواداً من دواليب تحترق على طرقات القلق في لبنان.

إليكم نص مقاله:
لو كان عندها حكومة…
مسكينة الحكومة، يتصورونها ضعيفة، وهي، في الحقيقة لو كان عندها من يساعدها على تنفيذ القانون لما عجزت عن شيء..
ولكن القانون هو العقدة!
ثم إن الحكومة ليست عاجزة عن تنفيذه، ولكنها لا تحب أن تنفذه بالقوة، بل “بالتراضي”…
ومصيبتها أن أكثر الناس لا يحبون أن ينفذ عليهم القانون..
فماذا تفعل الحكومة؟

الحكومة كانت تتمنى مثلا أن يكون على جميع سيارات التاكسي عدادات، لكي يستطيع السائح والضيف والمصطاف والمواطن أن يتنقل في البلاد بدون أن “يُسلخ”، ولكن سواقي التاكسي لا “يرضون”، فما ذنب الحكومة؟..
والحكومة كانت تتمنى أن تجمع السلاح من أيدي الناس خصوصاً وأنه لا يمر يوم بدون جريمة!
ولكن الناس لا “يحبون” أن يسلموا سلاحهم، فما ذنب الحكومة؟..

والحكومة كانت تتمنى أن تجعل الطرقات كلها “جالسه” وأن تصلح الأماكن التي تخربها، ولكن أصحاب التين وأصحاب التوت، وأصحاب الدكاكين، وأصحاب البيوت، لا “يقبلون” ، فما ذنب الحومة؟…

وكنا نتصور أن هنالك فئة، هي فئة المتسولين، تطبق الحكومة عليها القانون بدون أن تسأل عن إرادتها، فإذا الحكومة، لفرط عدالتها، تعتبر أن الناس متساوون في “حقوقهم” بعدم التقيد بالقانون.

فالمتسولون، الذين يشوهون وجه المدينة، وينشرون البؤس في جوها، ويحرجون الناس ويقلقلونهم لكثرة ما بينهم من المحتالين، لا يحبون أن يسكنوا في الملاجئ، فما ذنب الحكومة إذا ظلوا في الشوارع…
الحكومة كانت تتمنى أن لا تقصر في شيء،… لو كان عندها حكومة تساعدها على تنفيذ القانون…
هو المختصر المفيد، منذ قيامة لبنان إلى قيامة الإنسان في آخر الزمان…

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

بمشاركة حشد من المُحبِّين الإعلامية ميساء عبد الخالق تحتفل بصدور كتابها الأول وتهديه لروح والدها

شهد جناح “دار الفارابي” في معرض لبنان الدولي للكتاب حفل توقيع كتاب “القاعدة وداعش وصراعهما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!