facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

الشيخ العاملي يوضح في بيان بعض الإشكاليات في قضية “فاطمة حمزة”

تعقيبا على حكم الحضانة الصادر عن المحكمة الجعفرية
و ما تلاه من إساءة لعلماء الدين .

بيان صادر عن الشيخ محمد علي الحاج العاملي مدير عام حوزة الإمام السجاد ع العلمية .

شاعت خلال الأيام الأخيرة الماضية ردود فعل عديدة عقب صدور حكم الحضانة عن محكمة بعبدا الشرعية الجعفرية ؛ حيث تجاوزت ردود الفعل الحدود و الضوابط ، و خرجت عن المسموح به ، ما حدانا لإيضاح النقاط التالية :

أولا : مع إقرارنا بضرورة تحديث أحكام الحضانة – بل كامل القوانين الشرعية – ، و الأخذ باقتراحات المطالبين برفع سن حضانة الأم ؛ كون ما هو معمول به عبارة عن اجتهادات فقهية و ليست من ثوابت الدين و ضروراته ، و بالتالي فيمكن اعتماد أحكام أكثر تطورا .. ، و مع ذلك فليست هذه الطريقة التي يتم بها تعديل الأحكام الشرعية و تحديثها .

ثانيا : إن الأجهزة القضائية تعمل وفق آليات و نظم ليست من وضع القضاة أنفسهم ، سواء على المستوى الديني أم المدني .
فالقضاة المدنيون يطبقون ما تضعه الدولة و ليس ما يضعه القاضي المدني ، و على المستوى الديني ترجع المحاكم الدينية لمرجعياتها ، فالمحكمة السنية تعتمد ما تسنه دار الفتوى ، و المحكمة الجعفرية تعتمد ما يسنه المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ..؛ و عليه فليس القاضي الشرعي هو الذي يسن القوانين و يضعها ، رغم الهامش الممنوح له في بعض الموارد ؛ لكنه يبقى مقيدا بتشريعات ملزمة .

ثالثا : إن تطوير تشريعات و قوانين المحكمة الجعفرية من مهام و صلاحيات الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ، و تاليا فالخلل يكمن هنا ، في الجمود الذي يسود المجلس الشيعي منذ أكثر من أربعة عقود ( كون آخر انتخابات داخلية في المجلس حصلت في العام 1975 ) ، فضلا عن أن ما تبقى من هيئة شرعية لم تجتمع منذ زمن طويل ؛ و هذا ما يعيق كل حركة إصلاح في البنية القائمة .

رابعا : إن ردود الفعل ضد حكم القاضي الشيخ كوثراني قد أساءت له بما يتعارض مع ما يليق بعلماء الدين ، و هذه الإهانة طالت الجسم العلمائي قاطبة ، و مست العمامة الشيعية .. هذا بمعزل عن نزاهة قضاة محكمة بعبدا الجعفرية ، و كون حكمهم جاء منسجما مع التشريعات الراهنة .
و قد كان يفترض بالمجلس الشيعي أن لا يقبل بهذه الإساءة ، التي مرت مرور الكرام ؛ لكن يبدو أن صراع الأجنحة ضمن المجلس ( بين دائرة التبليغ الديني و دائرة الأوقاف ) عطل التصدي لمنع الإساءة لأهل العلم و الدين .

خامسا : و جوابا لمن طالب باعتماد قانون الأحوال الشخصية المدني ؛ فإنه ينبغي علينا أن نصل لذلك اليوم الذي نطور فيه كامل بنية نظامنا اللبناني الطائفي الراهن ؛ عندما ينوي اللبنانيون بصدق بناء دولة حديثة يتساوي فيها المواطنون بشكل مطلق ، و لذلك الحين تبقى قوانين الأحوال الشخصية دينية …
و أي جهد في هذا السبيل ينبغي إنفاقه على الطوائف اللبنانية الأخرى ؛ كون وزراء الطائفة الشيعية أيدوا قانون الأحوال الشخصية المدني حينما طرح في آخر عهد الرئيس الياس الهراوي .

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

رتباء في قوى الأمن تحت المِجهر .. تهريب موقوفين والقضاء يتحرّك

أفادت قناة “الجديد”, مساء اليوم السبت, أن “مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي …

error: Content is protected !!