ليس بالجسد السليم وحده يحيا الإنسان، و “أبو الجوج” تخطَّى بعناده كل المراحل

الداخل لمنزله ليس كالخارج منه، إذ أنك ستدخل حاملاً في جعبتك كمََّا من الأسئلة عن معاناته التي يتعايش معها، ومحاربته بالإرادة لواقعه الذي أراد الله إختباره به، والصعوبات التي تأقلم معها، لتخرج أنك أنت من ينقصك بعضاً من إرادته وكمًّا من رجاحة عقله، وكُلاًّ من تفاؤله.

هو ليس بالشخص العادي ولا الإستثنائي، هو الذي أرادت الحياة اختباره، فأوقعها في عناد تساؤلاته، وأخذ المبادرة عنها ومنها، ليكمل في مسيرته التي ازهرت عطاءات لا تُعد.

جهاد أو كما يحب أن ينادى به “أبو الجوج” من ذوي الإحتياجات الخاصة، الذي استطاع أن يكون بعناده الإيجابي قدوة لمن هم مثل حالته ولكل شخص عادي، حيث ما صنعته يداه تُخبرك عن شخصيته الفريدة، وما يدور من نقاش أثناء حديثك معه تؤكد لك أنك في حضرة مارد إسمه”أبو الجوج”.

صناعته للمأكولات اللبنانية التقليدية على شكل زينة من مادة السيراميك بالطريقة الرائعة تسحرك وتلفت نظرك على الفور، كما صناعته لزينة الأعراس على اختلافها، حيث يمزج الأفكار لتنتج باقة محفورة بتوقيع أنامله الممتلأة حبا وشغفا وعطاء.

هذه الأعمال التي استطاع ترويجها عبر بعض التجار والمحلات، لكن السوق تراجع كثيرا خلال السنوات الماضية كما يعتبر، فلا موارد كافية قد تعينه على تجاوز بعض الصعاب والتخفيف عن كاهل عائلته التي يوجه كل التحايا لها بين كل جملة وثانية، ليعبر عن امتنانه لتحمله وما عانوه معه، فلولاهم ولولا دعمهم لما استطاع أن يكون معروفاً بأعماله.

يتحدث جهاد عن معارض الحرف والفنون، التي لا تدُر له تكاليف ما يدفعه، حيث أغلب المعارض خاصة، وليس هناك من تسهيلات لذوي الإحتياجات الخاصة، حيث من أراد المشاركة منهم عليه عناء تأمين الرسوم وغيرها من الإجراءات، وما يثير السخرية أنه لا أماكن مخصصة لهم للصعود عبرها، وكأنه لا اعتبار لحالاتهم.

هذا التقصير في غياب أدنى معايير السلامة المرورية لذوي الإحتياجات الخاصة، على امتداد الوطن، جعلت جهاد يفكر في أمور السفر فقط لينعم في الخارج بنعيم السير بلا عقبات، ويشعر أنه فرد من هذا البلد.

فقد حاول التواصل مع السفارة الكندية وقابل المعنيين فيها، لكن لا تسهيلات له، ووضعه لا يسمح حسب رأيهم بالسفر.

بسمة “أبو الجوج” رغم كل ما مر عليه من محن، تبقى رفيقته التي لا يتخلى عن صداقتها، فهي سفيرته نحو محبة الناس وبناء علاقة جيدة معهم.

أبو الجوج تحية محبة من أسرة مجلة تحقيقات.

صفحته على الفيسبوك إضغط هنا

بعض الصور عن أعماله