خاص تحقيقات
عندما نُدعى لتغطية نشاط يتعلق بمعارض الرسم فنحن نشاهد ونُعطي رأينا بلوحات قد لا نفهم في بعض الأحيان محتواها لتداخل الألوان وربما الأفكار في لوحة واحدة .
مهنة الرسم تُشبه إلى حد ما عمل الأم في المنزل التي تتهيأ يومياً لتحضير وجبات الطعام وجمع المكونات مع بعضها وبحرارة مُعيَّنة ونحن فقط نتذوق حلاوة الطعم ، فكلاهما يُضحيان من أجل سعادة الآخرين .
تطورت هذه المهنة عبر العصور تدريجياً نظراً لدورها في الحفاظ على الإرث الفكري والحضاري للشعوب والتعبير عن أحداث متتالية تشهدها ساحات العالم ، فنسمع تباعاً عن معارض للرسم ونستمتع بمشاهدة لوحات تُعطينا الغذاء الفكرى الذي نحتاجه إلى جانب الغذاء الطبيعي .
رائد قاسم شاب عراقي يعيش في تركيا ، أعطاه الله موهبة الرسم فاستثمرها بطريقة ذكية وأبدعت أنامله برسم لوحات تُسحرك برونقها وتُجذبك بحلاوتها .
كسب موهبته بالفطرة وبدأت تتعزز لديه تباعاً الإرادة حيث لم يكتفي بذلك بل تابع مسيرته بدخوله كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل “قسم التربية الفنية” ، ولكن وقعت الحرب المشؤومة في العراق بعد خمسة أشهر من بدء العام الدراسي فاضطُر كما كثيرين لترك الجامعة .
أخاه كان رساماً وقد كان يشاهد رسوماته في المنزل ويحاول تقليده قبل أن يتوفاه الله ، بعدها زادت القناعة لديه بضرورة تنمية هذه الموهبة ليُثبت قدراته من جهة ويُحافظ على موهبة أخيه ويتذكره دوماً بنجاحاته .
يعتبر رائد أن الرسم يُشعره براحة كبيرة لذا فهو ملاذه عندما يشعر بالخيبة أو مرارة الحياة بعض الأحيان .
تابع رائد مسيرته عبر قيامه بداية برسم بورتريه لشخصيات مُقربة من عائلته ولأصدقائه وبعض الصور الجميلة الأخرى ، ثم توجهأكثر إلى الألوان الزيتية بدلاً من الرسم بالرصاص في البداية وأحب الرسم بالألوان الزيتية لأنها تُعطيه حرية التصرف بها حسبما يعتبر .
بداية الحرب في العراق أشعرته بالخيبة والحسرة وبأن حريته كما حرية شعب بأكمله قد سُلبت فرسم آنذاك علامة النصر تعبيراً عن تعطش العراق للحرية المسلوبة بإرادة خارجية مشؤومة .
ترك بعدها البلاد مُتوجهاً إلى تركيا ، إستقر فيها وكانت محطة إنطلاقته الجميلة والسعيدة ، تلقى فيها الدعم من بعض الرسامين وكانت تجربة شعر خلالها بالإرتياح بعض الشيء .
إشترك بعدها بمعرض للرسم في تركيا وكانت خطوة هامة في مسيرته .
ظروف صعبة حصلت معه بعدها أوقفته عن العمل نظراً لقلة المال المتوفرة لديه لشراء مستلزمات الرسم ، خاصة وأن الدعم إقتصر فقط على الجانب المعنوي .
طموحه أن يُصبح رائداً في مجال الرسم ، كما يأمل أن يلتفت الإعلام يوماً لموهبته .
من مجلة تحقيقات كل التوفيق