مِنْ طَيِّ النِّسْيَان أَتَيْنَا عَلَى ذِكْرِ مَوْهِبَة لَمْ نَشْهَدْ لَهَا مَثِيل مُسْبَق “جبل صافون”
آَن لِلْحَجْر أَنْ يَنْطِقَ وَيُوَجَّه لَنَا رَسَائِل وأَفْكَار دُونَ تِلْكَ الْيَدَيْن اللَّتَان تشكلانه وتشحذ زواياه لِتُعَبِّر عَمَّا يَجُولُ خَاطَرَ مَنْ ابْتَدَعَهَا .
حَدَّثَنَا الْأُسْتَاذ نِزَار عَلِيّ بَدْرٍ عَنْ كَوْنِ أَعْمَالِه تَدَرَّج تَحْتَ هَذَا اللَّقَبَ :
“أكبر شَرَف لِي إنَّنِي اِعْتَنَقْت هَذَا الِاسْمِ جَبَل صافون وَهُوَ الْجَبَلُ الأقرع”.
إنَّنِي إنْسَانٌ وَقَلْبِي يَنْبِض مَحَبَّة للبشرية الَّتِي أجسدها بأعمالي.
مِنْ رَحِمَ الْأَ لَم وَالْمُعَا نَاة وَلَدَت حِجَارَة صافون ، شكلت مِنْهَا الْآلَاف مِن التشكيلات الَّتِي لاَمَسَت ضَمِير كُلُّ إنْسَانٍ عَشِق وَأَحَبّ سُو رِيا.
مُنْذُ بِدَايَةِ الْحَرْ ب الْكَوْنِيَّة عَلَى وَطَنِي الْغَالِي سُو رِيا كَان وَاجِبِي إلَّا أَقِف مَكْتُوفٌ الْأَيْدِي عَمِلْت بِجَهْد لِإِيصَال الرَّسَائِل الْإِنْسَانِيَّة بِأَبْسَط الْأَشْيَاءِ إلَّا وَهِيَ حِجَارَة صافون.
لَيْسَتْ مُجَرَّدَ حِجَارَة أُعْطِيتهَا مِنْ احساسي وَأَعْطَتْنِي مِنْ رُوحِهَا لنرسم لَوْحَة تشكيلية رَائِعَة.
أَكْثَر العَقَبَاتِ الَّتِي واجهتني قِلَّة الداعمين وَمَن يَسْتَوْعِب وَيُفْهَم لوحاتي وَكُونِي لَم أَطْلُب أَيْ مُقَابِلِ مَادِّيٌّ مُقَابِل نِتَاج عَمَلِي.
قَرَّرْت مُنْذ ٧ سَنَوَات أَنْ أُقِيمَ معارضي فَوْقَ سَطْحٍ الْبِنَايَة الَّتِي أُقِيم بِهَا وَالْحُضُور سنوياً رَائِع جَمَعْت مِنْ المنحوتات الْحَجَرِيَّة والتشكيلات الْمُثْبِتَة الْكَثِير لِيَكُون مُعْرِضًا مميزاً عَلَى مُسْتَوَى سُورِيا.
استكمالاً لِلْحَدِيث عَن الْمَصَاعِب الَّتِي تَوَاجَه عَمَلِه حَدَّثَنَا :
“الأ لم وَالْمُعَا نَاة وَالتَّحَمُّل فِي نَقْلِ الْحِجَارَةَ مِنْ الشَّوَاطِئ وَإِيصَالُهَا إلَى سَطْحِ مَنْزِلِي والتشكيل بِهَا وَنَحَّتْهَا صُعُوبَة لَكِنِّي أدمنت الْحَجَر وَعَشِق تفاصيله”.
أَهَمّ إِنْجاز لِهَذِه الْمَوْهِبَة عَلَى الصَّعِيدِ الْعَالَمِيّ هُو فِيلْم رسومٍ متحركةٍ عَرَض لأَوَّلِ مَرَّةٍ فِي سُوِيسْرا ، حَصَد الفِيلْم العَدِيدِ مِنَ الْجَوَائِز العَالَمِيَّة ،
كَمَا شَارَك الْكَاتِبَة الْكِنْدِيَّة مارغريت رورس فِي تَأْلِيفِ كِتَابٍ ، طُبِع بِخَمْسَةَ عَشَرَ لُغَة عالَمِيَّة و الطَّبْعَةِ الأُولَى لَهُ مُتَرْجَمَة لِلْعَرَبِيَّة.
بِالحَديثِ عَنْ تَفَرُّدِه بِهَذَا الْفَنِّ أَخْبَرَنَا : “هذا الْفَنّ سُورِيٌّ بِامْتِياز هُنَاك بَعْض التَّجَارِب الخجولة والرديئة مِنْ قِبَلِ بَعْضَ الهواة ، لَكِن ريادتي لِهَذَا الْفَنِّ عَلَى مُسْتَوَى الْعَالِم واصراري عَلَى إيجَادِ تقنيات جَدِيدَة لتثبيت الْأَعْمَالَ هِيَ هَدَفِي وَلَن اتوقف أَبَدًا حَتَّى النَّبْض الْأَخِير.
أَسْعَى دَائِمًا لِتَقْدِيمِ الْأَفْضَلِ مِنْ التشكيلات الَّتِي لَاقَت استحساناً عالمياً”.
بِالحَديثِ عَنْ الْقَادِم فِي مَجَالِ عَمَلِه : ” تَمّ التَّوَاصُل مِنْ قِبَلِ مَجْمُوعِه هولندية لِطَبْع كِتَاب يَدْرُسُ فِي هولندا يَحْتَوِي تشكيلات الْفَرِيدَة بالحجارة”
نأمل للفنان نِزَار عَلِيّ بَدْر مزيداً مِن التآلق وَالنَّجَاح وخطوات مكللة بِكُلّ التَّمْيِيز وصولاً للعالمية.
تقرير من إعداد: فاطمة حمدان
خاص – تحقيقات سوريا