facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

رهان إسرائيلي على انتزاع نصر من حماس .. و قطر تلعب دور الوسيط “الفارغ الكأس”

كتب| د. حسين المولى

تختلف الشروط التي يجب أن تتوفر في الوسيط لحل النزاعات الدولية، ولكن بشكل عام يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية:

الإستقلالية حيث يجب أن يكون الوسيط مستقلاً عن الطرفين، ويجب عليه عدم اتخاذ أي موقف لصالح أحد الطرفين.

المهنية حيث يجب أن يكون الوسيط مهنياً، بحيث يكون على دراية بالقوانين الدولية وخاصة القانون الدولي الإنساني، لأن مثل هذه القوانين يجب أن تكون المرجعية التي يقاس على أساسها الإتفاق.

وعليه أن يلعب دوراً مهماً في تسهيل عملية التفاوض، وتبادل المعلومات والوصول إلى حلٍ مرضٍ للطرفين، من خلال إستعراض المشاكل والحلول المقترحة من قبل الأطراف المتصارعة، لا بل و تقديم المقترحات الآيلة لحل المشكلة، وأخيراً أن تكون له القدرة على مراقبة تنفيذ الإتفاق.

وعلى هذه الشروط تقاس الوساطة القطرية المصرية، حيث تواجه الوساطة القطرية مفصلين، الأول أنها داعم أساسي لحماس، حيث تحتضن قادات الحركة منذ خروجهم من دمشق عام 2012، والثاني أنها لا تستطيع دعمهم في المفاوضات لكي لا تغضب أمريكا واللوبي الصهيوني فيها، فهي بالتالي وسيط غير وسيط لا يملك هوامش تدوير الزوايا ولا تقريب وجهات النظر ولا حتى الطرح، فهي متلقية غير مؤثرة، حتى لا تجرؤ على الكلام عن القانون الدولي الإنساني، ولا عن إتفاقيات جنييف، ولا حتى عن المجازر التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي، ولا عن إدخال المساعدات إلى غزة، ولا حتى من قبله كوسيط سلام، وإسرائيل التي لم تنفذ القرارات الدولية، لا يمكن أن تنفذ أي قرار، ولا يمكن لقطر أن تكون ضامناً لها، وإن كانت ضامناً لحماس.

وبالنسبة إلى مصر، فقد أخرجتها إتفاقية كامب ديفيد عام 1978، من دائرة المواجهة مع إسرائيل وشكلت ملامح سياستها الخارجية وربطتها بالمصالح الإسرائيلية والأمريكية، أما علاقتها بحركة حماس، فبعد مجيء “عبد الفتاح السيسي” عام 2014، ناصبتها العداء لأنها اعتبرتها امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين، وأغرقت الأنفاق واتخذت إجراءات أخرى خدمة لإسرائيل، وكانت قد أعلنتها منظمة إرهابية في العام 2015.
وبقي معبر رفح وهو المعبر الذي يفصلها عن غزة أداة في يد القاهرة، يعكس إغلاقه أوفتحه مدى تحسن أو تدهور علاقتها بحماس، ويبقى أيضاً أداة ضغط على الحركة لتقبل تسوية أو توقف تصعيد بما يرضي إسرائيل، التي كانت فعلياً تفرض إرادتها وتتحكم بالمعبر، وهو ما يحصل اليوم مع ربطها فتح المعبر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بالتوصل إلى إتفاق مع الكيان الاسرائيلي.

وفي الوقت الذي يعلن المتحدث بإسم البيت الأبيض، بعد انتهاء اليوم الأول من المفاوضات في مصر، وعلى رغم الخلاف بين البيت الأبيض و رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو” حول سياسة حكومته في حربها على غزة، ب”أن إسرائيل تفاوض بنية حسنة، وننتظر رد حماس”، لم يخرج تصريح واحد من الوسطاء العرب ليقولوا كلمة حق، حول تعنت إسرائيل التي أرسلت وفداً أمنياً للتفاوض وليس سياسياً، في إشارة لتبنيها الحل الأمني، فهي تراهن على الوقت، وتستخدم سلاح المساعدات الإنسانية أمام أعين ومسامع المفاوضين العرب لإنتزاع نصر من حماس.

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

عصابة من “آل جعفر” وراء خطف منسق القوات .. والأجهزة الأمنية تحاصر مكان تواجده

في تطور لافت لعملية خطف منسق “القوات” في جبيل باسكال، تمكّنت القوى الأمنية وفق معلومات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!