facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

بالتفاصيل الكاملة| حقيقة الأب طوني الخولي!

جويل عرموني

“اترك كل شيء واتبعني”، هكذا انهى صاحب الوجه الملائكي حياته الفنيّة المليئة بالنجاحات متّجهًا الى الحياة الرهبانية التي أرادها الله له. منذ سيامته الكهنوتية، شهدت حياته الرهبانية أوقاتًا ملؤها الإيمان والسعادة، الى أن وصلت يد الشّر والخلافات لتزعزع رسالته السامية.
خلافات داخل البيت الواحد حوّلت الراهب المحبوب من قبل الجميع الى قضية إعلامية، أحدثت أخذًا وردًا من المعنيين، تاركًا لبنان نحو كندا لأسباب معروفة وغير مؤكّدة بإنتظار الحقيقة الكاملة، لكن الأكيد أن الأب طوني الخولي ابتعد لفترة معينة بانتظار إحقاق العدل.

 

العبور من ترف الأرض الى القناعة السماوية
اسمه طوني الخولي قبل أن يشارك في برنامج الهواة “ستديو الفن” عام 1980 وينجح عن فئة المطرب وديع الصّافي، فيصير اسمه ربيع الخولي تماشياً مع الاسماء الفنّية المحيّرة او الحيادية، ومن هنا بدأت مسيرته الفنية الحافلة. عاش عشر سنوات من 1980 – 1990 في ما يشبه النجومية الكاملة لبنانياً وعربياً، منطلقًا بأغنيات شعبية ايقاعية قرّبته الى اذواق الناس، وجعلته رقمًا صعبًا على الساحة الفنيّة وأبرزها أغنية “يا ريت بترضي” وغيرها.
اعتزل الفن بعد وفاة شقيقه ومدير أعماله سليم الخولي ودخل الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة عام 2000 في دير كفيفان. سيم شماساً عام 2007 بعدما أنهى دروسه اللاهوتية والفلسفية في جامعة الروح القدس- الكسليك، ليصبح كاهناً يوم 28/6/2008، متّخذًا الشّعار الخاص “ترنم شفتاي وأُشيد لك على العود يا قدّوس”.

 

فالله هو الوحيد الذي يحاسب كلً انسان!

لا شك أن الفيديو الذي انتشر منذ شهرين تقريبًا على مواقع التواصل الإجتماعي والذي يظهر الأب طوني الخولي وهو يغنّي في أحد الأعراس في كندا ماهو إلّا “القشّة التي قصمت ظهر البعير” والتي ولّدت تساؤلات لدى الرأي العام اللبناني عن حقيقة خروجه من الرهبنة، بالرغم من لباسه الثوب الكهنوتي! في الواقع تملك فئة من المجتمع اللبناني التفكير الشرقي المبني على أن الكاهن هو مثالي لدرجة إعتباره قديسًا على الأرض، وفي الحقيقة يجب على كل إنسان أن يتمتع بروح القداسة وليس الكاهن فقط، وبالطبع يحق له أن يغني ويفرح ما دامت أعماله طاهرة غير معادية لتعاليم الكنيسة، بالتالي علينا أن ننظر إلى خطايانا ونطلب التوبة قبل أن نحاسب الآخرين… فالله هو الوحيد الذي يحاسب كلً انسان!

 

قضية الأب طوني الخولي كبرت يومًا بعد يوم، حتى انكشفت بعض الحقائق من خلال حلقة جو معلوف على “ال بي سي”، التي أعطت سببين لغياب الأب الخولي عن لبنان وعن الرهبنة: الأول هو الخلاف بينه وبين الرئيس السابق للمدرسة المركزية الأب وديع السقيّم لأسباب مالية، وأن الأخير يملك شركة تحت اسمه الأمر الذي يخالف قانون الرهبنة المارونية الذي يمنع الراهب من اقتناء شركة خاصة، بالإضافة الى اشتداد الخلاف بينهما بسبب احتمال وصول الخولي الى رئاسة المدرسة. السؤال الذي يطرح:

 
هل السبب المالي أو السلطوي كاف لإشعال مشكلة بين الكاهنين أم أن هناك أمورًا إداريةً مخفية خلف الكواليس؟

 

أمّا السبب الثاني فيتمثّل في قضية تحرش جنسي وتبادل رسائل مقدّم من أحد الأهالي، وهو اليوم بين يدي مكتب جرائم المعلوماتية والمقدّم سوزان الحاج، ويعتبر هذا الملف سرّيًا، و أن مصدره حساب فايسبوكي وهمي عليه صورة السيد موسى الصدر. لكن التناقض واضح في هذا السبب، وخصوصًا ان الأب طوني الخولي كان من أشهر الفنانين. فهل يعقل أن يقوم إنسان بالتحرّش الجنسي، هو الذي ترك حياة الشهرة والفن والسّهر واتّبع طريق الرّب؟ بالطبع علامة استفهام تطرح على هذا السبب نترك الإجابة للايّام المقبلة وللتحقيقات لأخذ مجراها المناسب وصولًا إلى الحقيقة.

 
أبواب الجحيم لن تقوى على الرهبنة!
“النجم الذي كنا نراه يطير فرحاً وحرية كان أكثر المكبّلين والمسجونين من الداخل”، هكذا قرأنا ضمن صحيفة “النهار” اندفاع الأب طوني الخولي إلى دخول الرهبنة اللبنانية المارونية عشيّة سيامته الكهنوتية عام 2008، لكن الحرية الإيمانية التي تمنّاها تعرّضت لعدة غزوات من الشر والتجربة. فأي موقف منتظر من الرهبنة؟ وهل الحكمة ستطغى على قرارها المنتظر من هذه القضية لتجنّب وصول الموضوع الفاتيكان؟ المؤكد أن أبواب الجحيم لن تقوى على الرهبنة وعلى الكنيسة!

 

ماذا تقول الرهبنة المارونية؟
منذ فترة، أكّد رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبدو أبو كسم في حديث لبرنامج “للنشر” عبر قناة “الجديد”، إن “الاب طوني الخولي طلب من الرهبنة أن تعفيه من نذوراته ومن الحال الكهنوتية، والرهبانية تقوم بكلّ الترتيبات اللازمة لإتمام هذا الموضوع”.
وأشار أبو كسم إن “الكهنوت مرتبط بالحبر الأعظم وهو الذي يعفي الكاهن من كهنوته، ومن خدمته الكهنوتية، ولدى إعفائه، يعود إلى الحالة العلمانية الطبيعية ويمارس حياته كأي إنسان آخر”، لافتًا إلى أنه “عندما تُحلّ نذوراته، تعود له الحريّة في الاعلان عن أسباب هذا القرار”.

 

المنفى…إلى متى؟
الغائب الأكبر في كل هذه القضية هو صاحب الشأن أي الأب طوني الخولي الذي سافر الى كندا ربما لحسم خيار مستقبله الكهنوتي ضمن الرهبنة. لكن هل سفره الى الخارج أتى بسبب تهديد من طرف معين أم خوف من الأقاويل والتهم؟ لماذا لم يدافع عن نفسه إلى الآن؟ لماذا إختار مغادرة لبنان عوضًا عن مواجهة بعض الحاقدين والمعتدين عليه؟ الرّب قال “لا تخافوا أنا معكم”، فبالطبع سيكون الأب طوني الخولي المنتصر الأكبر في وجه أدوات الظلام!

الديار

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

رتباء في قوى الأمن تحت المِجهر .. تهريب موقوفين والقضاء يتحرّك

أفادت قناة “الجديد”, مساء اليوم السبت, أن “مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي …

error: Content is protected !!