يدُ القدر شاءت أن يكون الطريدة. ففي رحلة الصيد انطلقت خرطوشة من بندقية صديقه أصابته في عنقه ليقع أرضاً غارقاً في دمائه. قاومَ دقائق، قبل أن يسلمَ الروح في طريقه إلى المستشفى، هو العريف في الجيش اللبناني طوني مدحت مراد ابن بلدة رأس بعلبك الذي شاء القدر أن يكتبَ الفصل الأخير من عمره بسلاح صديقه الضابط
خرطوشة “غادرة
“عند نحو الساعة السابعة من صباح يوم السبت الماضي حلّت الكارثة على عائلة مراد، فطوني الذي يخدم في قاعدة بيروت البحرية كان يمارس هواية الصيد مع نحو ستة من أصدقائه”، بحسب ما قاله قريبه مختار البلدة سهيل نعوم لـ “النهار”، مضيفاً “كان ابن السادسة والعشرين ربيعاً مع الضابط ا. م.، بينما البقية بعيدون عنهما عندما سقطت البارودة من يد الاخير، حملها ليضعها على كتفه، عندها انطلقت خرطوشة منها، أصابت رقبة طوني، قطعت شريانه الأساسي، الأمر الذي تسببَ بموته”
“الى جوار والدته
“طوني الذي اشتاقَ والدته، أبكرَ الرحيل، وكأنه أراد ان يبقى بجوارها، فمنذ وفاتِها قبل ستة أشهر وهو يواظب على زيارة قبرها، يبكيها ويحدثها، ربما أشفقَ عليه القدر وقرر أن ينهي معاناته مختاراً إياه كي يبقى الى جانبها”، بحسب ما قاله قريبه وصديقه الياس مراد لـ”النهار”. وتابع “قصد طوني البلدة الاسبوع الماضي من أجل أن يقيم جناز الستة أشهر على وفاة أغلى الناس الى قلبه، لكن للأسف كان الموت بانتظاره. رحيله المفاجئ صدم جميع من عرفه فهو شاب محبوب بطيبته وأخلاقه الحسنة