بعيداً عن الدخول في متاهات التحليلات التي لا تنتهي ، وقفزاً فوق كل الخطابات والتصريحات الهمجيّة ، فإنّ ما حصل في منطقة البترون من عملية اختطاف مواطن لبناني من قبل العدو الإسرائيلي وجب التوقف عنده.
نعلم أنّ لبنان أرضاً مستباحة ، فمع التقدير لجهود المؤسسات الأمنية وسهرها على أمن البلد والمواطنين ، لكن هناك مخابرات متعددة الجنسيات هي من تتحكم بكل مفاصل لبنان وتستطيع متى ما أرادت تخطي كل ما يتعلق بالسيادة ، وهذا لم يأتي من فراغ بل نتاج سنوات طويلة من الإستزلام والتبعية والتآمر والإذلال وبإختصار “الخيانة الوطنية وبيع الوطن بحفنة من الدنانير”.
فيا سادة ، من اختُطف من قلب مدينة البترون هو ليس مسؤولاً في حزب الله بل مواطناً لبنانياً ، والقوة التي دخلت يُطرح في شأنها آلاف التساؤلات ، فهل يُقعل كشف ما جرى بعد مرور يوم كامل على الحادثة وبعد إبلاغ الزوجة عن فقدان الإتصال بزوجها ؟ هل يُعقل لقوة إسرائيلية كاملة أن تدخل لإحدى المدن اللبنانية من دون اكتشاف أمرها ؟ والسؤال الأكبر من هو العميل اللبناني الكبير (فرد أو ربما جماعة منظمة كاملة) الذي سهّل عملية الإنزال بهذه الاحترافية من دون كشف أمره؟
ثم أنّ ذلك ، يجعلنا نرجع بالذاكرة قليلاً إلى انفجار الرابع من آب في بيروت ، فهل دخلت آنذاك نفس تلك الفرقة وافتعلت الحرائق ثم ذهبت دون كشف أمرها ؟ ومن ثم فهل دخلت هكذا فرق لأماكن كثيرة أخرى دون معرفة ذلك ؟
ليست السيادة في خطر ، بل كيانية هذا الوطن بأكمله ، هذا الأخير الذي أراده البعض مجرد كازينو كبير للسرقات والسمسرات والفساد والتبعية وكل حلقات الخنوع ، فيما نفس هؤلاء من يعاير المقاومة في دفاعها عن لبنان ويتهمها بأشنع العبارات.