Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
موقع التحرّي – ربيع دمج:
منذ 5 أشهر لاقت الشابة شيرين عساكر مصرعها داخل شقتها في مدينة جبيل نتيجة طلق ناري إخترق صدغها الأيمن، حينها نُقلت الجثة إلى مستشفى “سيّدة المعونات” بعدما حضرت دورية من مخفر المنطقة وفتحت تحقيق، وعلى أثره تم توقيف زوجها داني عساكر بتهمة قتلها كونه كان موجوداً داخل المنزل وقت وقوع الحادثة، وهو لا يزال موقوفاً حتى الساعة رهن التحقيقات وإصدار الحكم النهائي بحقه.
بدايات التحقيقات وبعد ورود خبر الحادثة في الوسائل الإعلامية، تم التعاطي مع الواقعة بأنها جريمة “تعنيف” ذكورية قام بها رجل بحق زوجته وأقدم على قتلها. وعلى هذا الأساس أُبقي “عساكر” موقوفاً حتى الإنتهاء من التحقيقات والوصول إلى ملابسات الحادثة تفصيلياً.
وبحسب القرار الإتهامي الصادر من قاضي التحقيق في محكمة بعبدا زياد مكنّا (إستحصل موقع التحرّي على نسخة منه) ، فإنه بعد التحقيقات المطوّلة مع الزوج وبعد التحرّيات الإستقصائية أفضت المعلومات إلى أن شيرين عساكر أقدمت على الإنتحار بسبب تراكم ديون زوجها.
وبحسب تقرير الطبيبين الشرعيين اللذان عاينا الجثة، لم يلاحظا أي أثر لإعتداء جسدي أو آثار تعنيف على جسم الراحلة، وإنما فقط وجود جرح ثاقب قطره 3 سنتم على الصدغ الأيمن.
أما السبب وكيفية وقوع الحادثة المأساوية التي فتكت بعائلة فقدت الأم بطريقة مريبة ووالد يقبع داخل سجن روميه ريثما يصدر الحكم النهائي بحقه بعد شهر، فقد أظهرت الوقائع أنّ خلافات مادية وإقتصادية متكررة وقعت بين الزوجين، وكان هناك محاولات إنتحار سابقة للزوجة.
وأكثر من مرة هددت الزوج ( آخرها قبل شهرين من خطوتها الأخيرة الحاسمة) بأنها ستنتحر، حينها أسرع متوجهاً إلى منزله وسحب منها مسدسه ونزع منه الطلقة من حجرة النار م ثم أعاده إلى مكانه في الخزانة بين المناشف.
هذا التصرّف هو الذي أثار الريبة بالنسبة لأهل الضحية أو للمحققين والشك بأنه قتلها أو شجعها على الإنتحار خاصة أن لديها محاولات سابقة في هذا الأمر وبناءّ على تلك المحاولات كان عليه التخلّص من المسدس نهائياً لا أن يضعه أمامها.
وبحسب إفادة الزوج في مخفر جبيل ولدى قاضي التحقيق في بعبدا، إنه “يوم وقوع الحادثة (كان عيد الفصح) خرج برفقة شيرين لمعايدة الأهل وتحدثا طوال الوقت بأمور المادية وبكيفية تأمين معيشته، خاصة أن الديون تتراكم عليهما يوماً بعد يوم، وهناك مستحقات عليهم تسديدها وهو لا يحصّل الكثير من المال، وأن وضعه المادي إزداد تدهوراً في الفترة الأخيرة بسبب سوء إدارته لأمواله ومنحها كقروض لقاء فوائد لأشخاص (ربا) لم يسددوا له عند الإستحقاق ما أدى به لبيع منزله وسيارات للنقل كان يملكها”.
ويضيف الزوج في إفاداته المتكررة “طلبت مني شيرين العودة إلى المنزل وكانت بحالة عصبية شديدة، وإنها لا تريد متابعة الزيارات، وحين وصلا التقيا بصاحب الشقة الذي يستأجران منه وكان ينتظرهما لتحصيل إيراد الشهر من الزوج”، ويتابع الزوج “صعدت شيرين إلى الشقة وبعد دقائق لحقتها مع مالك البيت، وعلى باب المدخل نادتني إلى غرفة النوم فيما بقي المالك على باب المدخل ولم يدخل، ودون أي مقدمات قالت لي حرفياً “إنتبه على الولاد” ومن ثم أطلقت النار على رأسها، وهذه المرة كانت جدّية ليس كما كل مرة، وهذه المرة لم أستطع منعها كانت حركتها سريعة جداً”.
وبحسب إفادة زياد. ي ( صاحب الشقة) فإنه نقل الضحية بسيارته بطلب من زوجها، لم أفكر لحظتها بأي شيء كنت مذهولاً جداً، ومشهداً لم أتوقع أن يحضر أمامي، أنا وزوجها نقلنا شيرين إلى “سيدة المعونات –جبيل”، وقد فارقت الحياة.
والسبب الأساسي الذي عزز بداية فرضية قتل الزوجة هو العراك والتشابك بالأيدي الذي وقع بين الزوج من جهة وبين شقيقي الراحلة من جهة أخرى، فبعد أن إتصل بهما الزوج وصلا إلى المستشفى وتضاربا معه، مع إصرارهما وبصوت مرتفع أمام الأطباء والممرضين بأنه هو من قتل شقيقتهما.
ولكن بعد التحقيقات تبيين أن إخوتها لديهم علم بأن شيرين لم تكن سعيدة مع زوجها وأن خلافات جمّة كانت تحصل أسبوعياً وسببه الوضع المادي المنهار للزوج وأنه يعمل في الربا ولكنه لا يحصّل منها سوى خسائر وتراكم الديون.
