Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
سينتيا سركيس
لا يترك عيدها ابتسامة على كل ثغر، ففي قلوب كثيرين غصّة تجعل من العيد يوما أسود بلون الذكرى المؤلمة. في عيد الأم، نكتب لها احلى الكلمات ونغنّي لها اجمل القصائد، فيما هم يجلسون قبالة ذكرياتهم، يحاولون ان يعيدوها إلى الحياة في مخيّلتهم، ان يغنوا لها رغم أنها لن تسمع، ان يقولوا لها كلمات تحرق فؤادهم، سبقها الموت إليها.
نورا يوسف، خسرت والدتها “ملكة” قبل 6 سنوات، في جريمة قتل مروّعة أبطالها عصابة تمكنت من حصد 11 ضحية في جرائم تنقلت ما بين المنازل وسيارات الاجرة، بهدف السرقة. في 17 آذار 2010، دخل المجرمان إلى منزل “ملكة” الكائن في الدورة، والذي كانا يترددان إليه بصفتهما أصدقاء العائلة. استغلا غياب نورا وشقيقتها، ليخلّصا على الوالدة برصاصتين في صدرها وعنقها بينما كانت تحضّر لهما القهوة، حيث عمدا إلى سرقة المصاغ الذي كانت ترتديه والذي تبلغ قيمته 2000 دولارا.
وتروي نورا لموقع الـ mtv أنّ المجرمين جورج وموسى، لوقاحتهما، شاركا في مراسم الجنازة إلى جانب العائلة، كما انهما كانا يقصدان الطبيب الشرعي يوميّاً لسؤاله عما آلت إليه التحقيقات في القضيّة. وقد ألقي القبض عليهما في ما بعد، حيث أنّهما موجودان في سجن رومية إنّما من دون محاكمة، رغم أنّ الرئيس السابق ميشال سليمان كان وعد اهالي الضحايا قبل سنوات بأنّه سيطلب الإعدام للمجرمين خصوصاً أنّ من بين الضحايا الـ11 عسكريّين.
على مشارف عيد الام، تتسابق الدموع على وجنتي نورا فتحاول أن تلملمها والحزن يسكن العينين بلا وجل. صورة والدتها لا تفارق ذهنها، تردّد بصوتٍ خانق ترتجف له الآذان “إمّي انقتلت وبدي آخدلها حقها، بدّي ارتاح”.
وللوقوف عند تفاصيل الجريمة، اتصل موقع الـmtv الالكتروني بمصدر قضائي مطّلع على القضيّة، وهو اكد أنّ الدعوى باتت في جنايات بعبدا – الغرفة الثانية، موضحاً أنّ تأخرها سببه التحقيقات والروتين القضائي، كما أنّ نقابة المحامين تأخرت لتعيّن محامين للمدّعين الذين لا يملكون المال ليوكّلوا محامياً.
وكشف المصدر القضائي أنّ الجلسة الاولى ستنعقد قريباً وسيتمّ استجواب الموقوفَين امام القاضي “ومن بعدها ستتسارع المسائل القضائيّة والجلسات ستكون سريعة”.
في عيدها، أبناء كثيرون يبحثون في الصور وفي زوايا المنزل عمّا يكفكف حزنهم. يعانقون ملابسها باحثين عن بقايا عطرٍ يعيدها إليهم ولو في الاحلام… نورا أيضاً، شأنها شأن كثيرين، يجالسون الحزن وينتظرون حكماً يحرّرهم. حكمٌ يعيد الراحة إلى نفوسهم… ينتظرون عدالةً مهما تأخرت، نورها لا بدّ سيسطع في نهاية النفق.
