لقاء خاص – شبكة تحقيقات الإعلامية
لم يطلب من أحد أن يُعطيه صك براءة أو شهادة إختراع في الشهرة، هو المختلف لكنه غير المُتخلِّف، ثائرٌ على الأعراف والتقاليد لأنها لا تخلق إبداعاً ولا تسمح للشخص بالتطور والإنفتاح واكتساب الخبرات، والأهم أنه هو، كما يُريد لنفسه أن يكون، عادياً، طبيعيا، غير مُتصنِّع أو مُتقلِّب الوجوه.
علي فارس الشاب اللبناني الذي يعيش في مدينة نيويورك الأميركية، حجزت له شخصيته مكانة غير عادية في قطار الأيام وداخل قلوب الناس، مِمَّن ترى فيه الشخصية الأقرب لعفويتها واندفاعها نحو الإنسلاخ عن عادات بالية، لم تعُد تصلح لهذا الزمن، وهي لم تكن صالحة للإستعمال أصلاً حتى في أيامها.
الأغنيات التي انتشرت بين الناس من دون معرفته، والتي كان يفرح بغنائها خلال قيادته السيارة، كانت سبباً في تفاعل الناس مع شخصيته، فالشهرة وفقاً لإعتباره لم تكُن تعنيه ولم يسعى لأجلها يوماً، بل هي من حطَّت رِحالها لديه، مترافقة مع التفاعل الكبير من الجمهور، وهكذا بدأ إسم علي فارس يتوسط ساحات الشهرة، خاصة مع ظاهره الذي عبَّر من خلال عن مدى تحرره، دون إلتزامه بمنظار فوقي وسطحي يعتري غشاوة الناس في بعض دول العالم العربي، وهو الذي حصد محبة كبيرة من مواطني أغلب الدول العربية.
إستمرار إسمه في التداول مردُّه لإبتعاده عن التصنُّع، وفي هذا الصدد دعوته لكل من يسعى لكسب الشهرة أن يبتعد عن التزييف والجوع للشهرة، وأن يكون عادياً، مبتعداً كذلك عن الفوقية، وهذه صفات جعلت من علي فارس إسماً يتجدَّد بإستمرار، خاصة وأنه لا يُقدِّم للناس أعمالاً دورية، فهو ليس فناناً أو ممثلاً، بل فقط ما يُشارك الناس بعضاً من أمور حياته اليومية، ويُقدم لهم في كثير من الأحيان بعض التجارب والنصائح والخبرات وفقاً لمجال عمله في التزيين النسائي.
شارك فارس كعضو في حفل إنتخاب ملكة جمال لبنان للمغتربين في دورتين متتاليتين في أميركا، إضافته لمشاركته وعمله في مجال عرض الأزياء وتقديم برامج تلفزيونية وبعض الحفلات والسهرات.
علي الشاب الثلاثيني الذي يفتخر بإنتماءه للبنان وخاصة لبلدته الجنوبية مارون الراس، حيث يصف أرض الجنوب بأنها أرض المقاومة والنصر، والخير والجمال.
ما بينه وبين جمهوره أبعد من حدود معرفة سطحية، فهو إضافة لتناوله بعضاً من خبراته معهم ومعالجته عدداً من إستفساراتهم كذلك، إلا أن إبتعاده عن التلون وتصرفه في مجمل الأمور من باب قناعاته وما يرغب به هو، جعلت الناس تلامس داخل علي النظيف.
عن التمثيل يُحدِّثنا، فتجربتين عُرضتا عليه، الأولى لفيلم سينمائي لبناني، والثاني تجربة فيلم مصري، لكن إبتعاده عن القبول يعود لأسباب منها أن الأدوار لم تكن تشبهه كما يقول، فهو ليس بممثل ولا يمكنه لعب دور غير قادر على تأديته على أحسن ما يُرام، والسبب الأهم البعد الجغرافي فهو يسكن ويعمل في مدينة نيويورك حيث المسافات طويلة عن العالم العربي.
وعن إمكانية طرحه أغنية جديدة بعدما طرح أغنيته المنفردة ” ما تِبعُد” يقول: أنه قد يُفكِّر جدياً في تسجيل أغنية ثانية منفردة تُشبهه، فمن يعرف علي فارس يُدرك جيداً ما يُشبهه وما الشكل الأنسب لأي عمل فني جديد، وهذا التفكير الجدي أتى بعد الطلب المستمر من جمهوره ومُحبيه.
وفي هذا الإطار لا يُخفي عشقه للنجمة نوال الزغبي، التي كانت السبب في تعلقه بوطنه، لأنه كان يُحب أغنياتها منذ طفولته قبل سفره منذ أكثر من عشرين عاماً، وهو المعروف اليوم بعلاقته المميزة مع أغلب الوجوه الفنية اليوم.
فارس حزين على حال الفوضى التي تعم العالم من جراء تصاعد موجات الإقتتال والتفجيرات، وهو في كثير من الأحيان يعيش حالات حزن داخلية، لكن يُصر على أن يظهر بشكله المعتاد ليبعث على الإيجابية في نفوس من حوله ومن يُتابعه.
وفي معرض سؤاله عن الشيء الذي ينقص العالم العربي ويُمكن الإتيان به من الغرب أجاب : النظام، وللغرب يُريد الإتيان ب “الإرتباط العائلي” الذي يفتقدوه كثيراً.
خاتماً لقاءه بالشكر لكل من يُتابعه، متمنياً حلول السلام في ربوع الوطن العربي وكل العالم.