متابعة ورصد- شبكة تحقيقات الإعلامية
محمود جعفر
صدِّقوا في قولنا، أن البساطة هي من تصنع، والتكلُّف رغم بعض جوانبه الإيجابية، إلا أنه ليس معياراً لنجاح أو إستمرارية.
في مجمل إطلالاتها السابقة كانت الأقرب، ليس بفنِّها فحسب، بل بما تُجسده من كلمات تجعل الناظر إليها يغوض في عمق حديثها، لما يتضمَّنه من جوهر وأساس عملها وإنطلاقتها، في ميدان ليس دخوله بالأمر السهل، وهي لأنها ليست سهلة أرادت أن تُدخله من بابه العريض، المُرصَّع فكراً ورُقياً وثقافة وجمال.
الأول من أيلول، ليس يوماً عادياً للفنانة ريما ديب، هو يوم ستُخلِّده الكلمات، وستتحدَّث عنه أفواه من حضرت المؤتمر الصحفي للإعلان عن إنطلاقتها، فتحوَّل المؤتمر لأشبه بعرس فرحٍ وسرور، حيث ضاقت صالة الإحتفالات في أوتيل ديبلومات- الروشة بالوجوه التي أتت مُشتاقة لمعرفة ما تحمله ريما ديب في جعبتها، فكان الصحافي جنباً إلى جنب مع الشخصيات الدبلوماسية والأمنية والأدبية والإجتماعية والفنية العريقة، كُلُّهم أثنوا على إطلالة راقية ومدروسة، وغير مُصطنعة أو مُبتذلة.
المؤتمر الذي عُقد تمام السابعة من مساء الأول من أيلول في أوتيل ديبلومات، تخلَّله عرض فيديو كليب إهداء لروح الراحلة سعاد حسني والذي أدَّته ريما بصوتها وحضورها التمثيلي المُلفت لأغنية “يا ود يا تقيل”.
الأسئلة والتعليقات التي انهالت على الفنانة ديب في ختام كلمتها وعرض الفيديو كليب، كانت بمُجملها مُعجبة بشخصيتها، خاصة أنها دخلت الوسط الفني من بابه الإستعراضي، بعيداً عن الإغراء المقصود، وعرض المفاتن على حساب الصورة ككل، فكانت ريما ديب فنانة كاملة، مُنطلقة من إنسانيتها وطيبتها، الإنسانية التي أجابت بها في معرض سؤالها عن اللقب التي تطمح لتحصيله، فكان لقب “الإنسانة” مرادفاً لها وهو وحده من يُغنيها.
الحضور المتنوِّع والمُلفت لم يكن صدفة، ولم تتفاجىء به، لأنها كانت تحرص على محبة الناس، فبادلوها بالمثل، وكانت دقيقة في إحترامها لهم، فعبَّروا لها اليوم عن إحترامهم المتبادل، بكل شفافية ووضوح.
دخولها وحده يكفي لنكتب عنه دواوين من النثر والشعر، فستانها الجميل كان محط إعجاب كل من حضر، وهي حتماً تتعامل مع وجوه مُبدعة في الجمال والموضة، ستترك أمر الإعلان عنهم وشكرهم للوقت المناسب.
إنطلاقة لم تكُن عادية، وهذا يعني أن القادم من الأيام لن يحمل في جعبته نجاحات عادية، وإن غداً يومٌ آخر.