قُبيل إعلان مقدّمة برنامج ديو المشاهير (“أم تي في”)، أنابيلا هلال نتيجة تصويت الجمهور وإنهاء السهرة، تقدّم وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي منها، وأعلن انسحابه من البرنامج، مقدّماً الجائزة المالية لمؤسسة “كاريتاس لبنان”.
الرياشي مازح هلال قائلاً في البداية إنه سينسحب لأنّ عضو لجنة التحكيم أسامة الرحباني منحه “No”، ثم ضحك وأكد أنّ انسحابه جاء نتيجة انشغالاته وكثرة أسفاره، لا سيما أنه سيسافر إلى الكويت الاسبوع المقبل، ولا يريد بذلك التخلّف عن حضور التمارين أو عما يفعله زملاؤه في البرنامج.
وشكر الرياشي لجنة التحكيم والمحطة، وتمنّى التوفيق للجميع.
إلاّ أنه ما يهم الإضاءة عليه ، هو هذه المشاركة الرائعة لمعالي وزير الإعلام ملحم رياشي في برنامج ديو المشاهير ، والتي كان له في كل حلقة من حلقات مشاركته ، رسالة أراد إيصالها لكل من يتعاطى الشأن السياسي ، خاصة للأحزاب المسيحية منها ، فتعاطى بمنطق رجل الدولة الحريص على مصالح البلاد والعباد ، والساعي لإبراز الدور التاريخي والحيوي للبنان ، البلد الذي لم يسقط رغم حل حفلات الجنون السياسية الداخلية ، والتآمر الخارجي.
الأغنية التي سجلها بعنوان “من هون مش حَ نفِل” ، والتي أداها الفنان عاصي الحلاني في حلقة الأمس ، كانت بما حملته من كلمات ، إنما تعبر عن وجدان الوزير الرياشي ، الإنسان الإنسان ، والذي حمل همّ الوطن من بوابة المصالحات ، فهو لم يرِد أو يطلب من أحد إلغاء أو تجاهل التاريخ الأسود ، بل تجاوزه خدمة لبقاء الوطن ، فكان له ما أراد ، وكان الوطن فخوراً بوجود من هم أمثاله.
في وزارة الإعلام ترك بصمته ، ساعياً وطالباً ممن سينوبه في الوزارة العمل لإلغاؤها ، لأن الإعلام “أكبر من وزارة” ، كما يقول دائماً ، لكن “لا أحد أكبر من وطنه” ، قالها الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوماً ، ويسعى لتكريسها الوزير والمواطن ملحم رياشي ، فهنئياً لنا وللوطن بمن هم أمثاله.