رصد ومتابعة – شبكة تحقيقات الإعلامية
بعد ٣٣ عاماً على إتفاق الطائف ، والذي أنهى أو جمّد اصوات القذائف والمدافع ، لتحلّ مكانها لعنة منظومة سياسية هي نفسها من كانت أساس اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية ، ومن فظّعت وقتلت وشرّدت ، وساهمت في قتل لبنان الجميل ، والتأسيس للبنان الذي نعرفه منذ التسعينات ، لبنان الفساد والسمسرات والسرقات والمحسوبيات والديموقراطية المزيفة بحجة التوافق.
ما هو إتفاق الطائف ؟
اتفاق الطائف ، هو اتفاق تم التوصل إليه بوساطة المملكة العربية السعودية في 30 سبتمبر 1989 في مدينة الطائف. وأنهى هذا الاتفاق الحرب الأهلية اللبنانية، حضره 62 نائباً لبنانياً من أصل 73 ، 8 من الذين لم يحضروا الاجتماع لم يرتبط تغيبهم بأسباب سياسية وارتبط اسم 3 نواب بالمقاطعة لأسباب سياسية وهم ريمون إده وألبير مخيبر وأميل روحانا صقر.
٣٣ عاماً ولا يزال هذا الإتفاق هو الحاكم بأمره في لبنان ، واليوم ومع بدء جولات انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بات عنواناً رئاسياً عريضاً ، فمن سيمر من بوابة رئاسة الجمهورية عليه أن يكون مؤتمناً على حماية مفاعيل إتفاق الطائف وصون بنوده.
أنهى إتفاق الطائف الحرب الأهلية المشؤومة ، فكان إتفاقاً سياسياً بإمتياز ، فيما لم يلتفت إلى الدور الآخر المطلوب وهو البعد الإجتماعي والإقتصادي ، فأصوات المدافع خُفتت ، لكن أصوات الحرمان والفقر ارتفعت ، ومافيات الدم لبست بدلات العنق واستمرت في قتل الناس ، فيما الوسيلة فقط من تبدّلت.
فهل نحتاج لاتفاق طائف جديد ، ينهي مآسي الشعب اللبناني الحياتية ؟ أم أنّ بقاءهم على ما هم عليه إتفاقاً ضمنياً آخر موقعاً؟!