تسببت العاصفة فيونا التي ضربت شرق كندا حاملة معها رياحا عاتية وأمطارا غزيرة السبت في انقطاع الكهرباء عن أكثر من 500 ألف منزل، في ظروف وصفتها الشرطة بأنها “لا تشبه أي شيء رأيناه من قبل”.
وعلى الرغم من خفض تصنيفها من إعصار، حملت فيونا معها رياحا بسرعة 85 ميلا (137 كيلومترا) في الساعة عند وصولها الى سواحل شرق كندا في الساعات الأولى من الصباح آتية من منطقة البحر الكاريبي، وفقا لخبراء الأرصاد الجوية.
وفي مقاطعة نوفا سكوشا، حرمت العاصفة أكثر من 400 ألف منزل من التيار الكهربائي. وفي جزيرة برنس إدوارد المجاورة، انقطعت الكهرباء عن نحو 82 ألف منزل حيث نشرت الشرطة في شارلوت تاون عاصمة المقاطعة صورا لخطوط كهرباء متشابكة وأسقف سقطت عليها الأشجار.
وكتبت الشرطة على موقع تويتر “الظروف لا تشبه أي شيء رأيناه من قبل”. وقال فيليب براون رئيس بلدية شارلوت تاون لإذاعة كندا “إنه أمر لا يصدق، لا توجد كهرباء ولا شبكة واي فاي”. أضاف “إنها أقوى من الإعصار خوان عام 2003. أشجار كثيرة اقتلعت، وفيضانات كثيرة حصلت على الطرق”.
وأصدرت كندا تحذيرات شديدة من الطقس في مناطق واسعة من ساحلها الشرقي.
وقال المركز الوطني الأميركي للأعاصير في تقرير استشاري “من المتوقع أن تكون للرياح العاتية والعواصف القوية والأمطار الغزيرة تأثيرات كبيرة”.
أما مركز الأعاصير الكندي فأفاد أنه تم الإبلاغ عن رياح قوية في نوفا سكوشا وجزيرة برنس إدوارد وايل دو لا مادلين ونيو فاوند لاند، وأن العاصفة ستتجه نحو مناطق الشمال الشرقي، متسببة “برياح مدمرة وأمواج عالية”.
وتم تسجيل هطول أمطار بمعدل وصل إلى 125 ملم في نوفا سكوشا وجزيرة برنس إدوارد، مع أمواج عاتية في نوفا سكوشا وغرب نيو فاوند لاند بارتفاع 12 مترا. وتوقع مركز الأعاصير الكندي أن تتحسن الظروف في غرب نوفا سكوشا وشرق نيو برونزويك السبت. وأصدرت السلطات في نوفا سكوشا إنذارا طارئا على الهواتف تحض فيه السكان على ضرورة ملازمة المنازل وتخزين ما يكفي من الإمدادات لمدة 72 ساعة على الأقل. وفي هاليفاكس عاصمة نوفا سكوشا نفدت أسطوانات غاز البروبان المخصصة لمواقد التخييم من المتاجر إذ قام السكان بتخزين كميات كبيرة.
ووصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو العاصفة بأنها “سيّئة”، مشيرًا إلى أنها “قد يكون لها تأثيرات كبيرة في جميع أنحاء المنطقة”.
فيونا تضرب بشدة في بورتو ريكو
وكانت العاصفة فيونا قد تجنبت ارخبيل برمودا في اليوم السابق، مع تحذير السلطات للسكان ودعوتهم للبقاء داخل منازلهم في المنطقة التابعة لبريطانيا. ولم يتم الإبلاغ عن أي وفيات أو أضرار جسيمة حيث مرت العاصفة على بعد نحو 100 ميل إلى الغرب من الجزيرة.
وبرمودا، التي يغذي اقتصادها التمويل الدولي والسياحة، تعد غنية مقارنة بمعظم دول منطقة الكاريبي، ويتم إنشاء الأبنية فيها وفقا لقواعد صارمة مقاومة للعواصف. واتبعت المجتمعات ذلك منذ قرون.
وتسبب إعصار فيونا في مقتل أربعة أشخاص في بورتوريكو في وقت سابق من الأسبوع، وفق الإعلام الأميركي، وتم الإبلاغ عن وفاة واحدة في غوادلوب وهي فرنسية، واثنتين في جمهورية الدومينيكان حيث أعلنت حالة الطوارئ في ثلاث محافظات في الشرق.
وأعلن الرئيس جو بايدن حالة الطوارئ في بورتوريكو، وهي منطقة أميركية لا تزال تكافح من أجل التعافي من الإعصار ماريا قبل خمس سنوات. وفي جمهورية الدومينيكان أعلن الرئيس لويس أبي نادر ثلاث مقاطعات شرقية مناطق كوارث.