يُبدع اللبنانيون في افتعال الأزمات عند كل حدث أو ظرف ، يتهافتون لتموين المنتجات الغذائية عون قوامهم للخروج إلى الطرقات دفعة واحدة كما يوم المحشر ، ويتناولون من الأسواق ما نفع منه ولم ينفع.
صحيح أنّ تجارب هذا البلد المريرة إلى جانب عدم وجود دولة فعلية تساند الناس قد يُسبب حالة من الهلع ، لكنه حتماً ليس مبرراً لافتعال أزمات بينما لا شيء يشي بذلك.
فما النفع لتخزين المواد الغذائية بينما هي موجودة ولم تنقطع ، سوى المزيد من المساهمة في طمع التجار الذي يعرفون جيداً هواجس الناس حتى يستغلوا الظرف ولو على حساب كل شيء.
نحن شعب لم يُخلق في الأزمات ، بل خُلق لأجل افتعالها ، وتعالوا بعد أيام قليلة نشاهد فقط الخبز كيف سيُرمى في كل حاوية ، طالما أنّ هذا الشعب الذي وصف نفسه ب “الجبّار” لا يعرف من الصبر شيئاً ولا من التكيف مع الظروف ، لا بل يعمد عامداً متأكداً لتحويل فتات أزمة لحرب حقيقية.