ترقد بتول حسين (19 عاماً) في مستشفى الجعيتاوي بعدما التهمت النيران وجهها وشعرها وصدرها، فما حصل معها لا يُصدق وهي اليوم تعيش على المسكنات للتخفيف من آلامها نتيجة معانتها بحروق من الدرجة الرابعة.
انقلبت حياة بتول رأساً على عقب، فبعد ان كانت تهتم بشقيقها الذي يعاني من شلل رباعي، هي اليوم طريحة فراشها في المستشفى تتلقى العناية الطبية بعد استقرار حالتها الصحية. تحتاج الى إجراء اكثر من جراحة، ووضعها المادي صعب وهي غير مضمونة.
والدتها نرمين تعاني، تتخبط وحدها بين ابنها المريض في المنزل وابنتها المحروقة في المستشفى. لم تكن لتطلب المساعدة لولا حاجتها وحالتها الصعبة، إذ تروي لـ”النهار” ما جرى مع ابنتها بتول بالقول “يعاني ابني شللا رباعياً، واقوم بوضع ضمامات سبيرتو على ظهره لتجنب العقر. وضعت “السبيرتو” في عبوة ماء صغيرة في المطبخ.
كانت بتول في المنزل تهتم بشقيقها المريض، عندما نزلت الى السيارة لإحضار الأغراض. اشعلت بتول سيجارتها وتوجهت الى المطبخ لشرب الماء. لم تكن تعرف ان هذه العبوة الصغيرة تحتوي على “السبيرتو”. وقعت “السبيرتو على نفسها بسبب حدّة طعمه، وكانت السيجارة مشتعلة في يدها، ووقعت الكارثة. بثوان اشتعلت النيران في جسد بتول، التهمت النيران شعرها ووجهها وصدرها”.
تضخم في القصبات الهوائية
لم يُسمع صراخ بتول على الفور، كانت والدتها في السيارة أثناء الحادثة. 10 دقائق كانت كفيلة في وقوع الكارثة. وفق والدتها نرمين “كانت تناديني “ماما ، ماما”، وما ان دخلتُ الى المنزل حتى انصعقت من المشهد. ذهبتُ بها الى مستشفى الزهراء الذي رفض استقبالها لسوء حالتها ثم توجهتُ الى مستشفى الجعيتاوي (قسم الحروق)، وبعد ايام على مكوثها في المستشفى تبين ان بتول لم تعد مضمونة بعد ترك عملها”.
وفق اقوال والدتها نرمين “تركت بتول عملها كنادلة في احد المطاعم بهدف اجراء دورات تجيملية للعمل في هذا المجال، واكتشفنا اثناء مكوثها في المستشفى ان ضمانها توقف. هذا الواقع فرض على العائلة دفع تكاليف علاجها حيث وصلت الكلفة الى 5 ملايين حتى الساعة. نحن عاجزون عن دفع كل هذه التكاليف المترتبة، تحتاج بتول الى أكثر من جراحة نتيجة تضرر في الصدر وتضخم في القصبات الهوائية، سيُجرى لها يوم الاثنين اول جراحة لترميم الصدر والرقبة في حين تتلقى أدوية التهابات ومسكنات للألم لوجهها”.
نداء انساني
ترفع نرمين صوتها علّها تجد من يمد لها يد العون والمساعدة لتحمل تكاليف الاستشفاء والجراحة، تقول: “بعدما دفعنا 5 ملايين على حسابنا أنهينا الأوراق لتصبح بتول على حساب الوزارة إلا ان الأخيرة تغطي 75% من النفقات لكني عاجزة عن دفع كل ما تبقى لا سيما اننا لا نعرف مدة بقاء ابنتي في المستشفى”.
قرر اصدقاء بتول مساعدتها من خلال صفحة في فايسبوك، كما تابع رئيس جمعية اسحاق عبيد الخيرية حالة الشابة، والدتها نرمين تناشد اصحاب الأياي البيضاء لمساعدتها في معالجة ابنتها والتخفيف من وطأة المصيبة التي ألمت بهم.
لكل من يرغب في المساعدة الرجاء الإتصال على الرقم التالي: نرمين: 665472/81
المصدر: جريدة النهار