محمود الأحمدية
بعد بعض المحاولات الأولية لتعليم (البيئة) كموضوع منفصل في المدارس، أتّضح بأن هذا الترتيب ليس قادراً على تلبية مستلزمات التربية البيئية…
المسائل البيئية معقّدة وتؤثّر على مختلف أوجه حياتنا فهي تشكل جزءاً من كافة المسائل الاقتصادية والعلاقات الدولية والقانونية والتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والعلوم والفنون وغير ذلك.
لذلك يجب أن تعتبر البيئة (حقلا من حقول الدراسة) أكثر من كونها (فرع من فروع العلم) ومن أجل تدريس المسائل البيئية بعمق يجب أن يكون المعلم ملمّاً بهذه المواضيع المختلفة، ان هذه الحاجة إلى جانب قلة الوقت المخصّص في برامج التدريس المكثفة، دفعت معظم الدول الى دمج موضوع البيئة ببرامج تدريس المواد المختلفة .
تختلف التربية البيئية عن التربية التقليدية بكون هدفها النهائي هو المساهمة الفعّالة والعمل الدؤوب لمن تلقّى هذه التربية وليس مجرد نقل المعلومات، ونادراً ما تستطيع المدارس ضمن برامجها التقليدية وكادراتها التعليمية المحدودة العدد أن تؤمّن فعلا” للتلاميذ الوقت اللازم والفرصة الكافية للقيام بمشاريع ناشطة للتزوّد بالمهارات العملية وتطبيقها .
نتيجة لذلك، غالباً ما تدرس التربية البيئية في جوّ غير رسمي مثل النوادي البيئية، وقد يكون من الأفضل دمج دروس المسائل البيئية في المنهج الدراسي لتزويد التلاميذ بمعرفة علميّة متينة، مع المحافظة على أساليب التعليم غير المنهجي لكي تعطيهم الدافع وتتيح لهم الفرصة لممارسة معرفتهم ومهاراتهم.
التربية البيئية هي أيضاً عملية مستمرة مدى العمر، تبدأ مع الطفولة ولكنها لا تتوقف بعد التخرّج من الجامعات، اذ تبرز دائماً طرق وتقنيّات جديدة تستعمل لحماية البيئة وتصل للبالغين عبر وسائل الاعلام المختلفة. تقوم بعض الشركات بحملات اعلانية للترويج عن منتجاتها الملائمة للبيئة. أما بعض مصادر المعلومات البيئية الأخرى فيمكن أن تكون حملات توعية تقوم بها الحكومة والجمعيات الأهلية والبيئية.
ولكن بالاضافة الى نشر المعلومات حول المشاكل البيئية، تهدف التربية البيئية أيضاً إلى ايجاد مجتمع يمكّن كلّ عضو فيه أن يساهم في حماية البيئة. تفتقر معظم الدول إلى إطار يؤمّن للراشدين الدافع والمهارات والفرص لكي يشاركوا فعليا” في الوقاية من المشاكل البيئية .
لا يكفي ادراج التربية البيئية في مواد العلوم التدريسيّة فمعالجة الموضوع البيئي يجب أن تدخل في كل مواد التدريس… إن مرحََلَتي الروضة والابتدائي تفتقران الى المفاهيم البيئية بالمعنى الصحيح للكلمة… فالمنهاج يركز بشكل كلّي على الأهداف المعرفيّة فقط والمدارس الرسمية تدرّس في مراحلها الأولى العلوم الصحيحة التي تتضمّن مواضيع لها علاقة بالنظافة الشخصية والتغذية والحماية من الأمراض ونظافة المحيط… وفي المرحلة المتوسطة تقتصر دراسة المفاهيم البيئية على السنتين الثانية والثالثة وتدرس العلاقة بين الكائنات الحية وأنواع البيئات. وفي السنة الثالثة تصبح الدراسة أكثر عمقاً لأنها تبقى ضمن الاطار المعرفي لا الأنخراط العلمي بحل مشاكل البيئة… في المرحلة الثانوية تصبح البيئة مادة مهمّة وتصبح محضرة للامتحانات الرسمية ويجب التنويه بإدخال التربية البيئية في مناهج التعليم الابتدائي في جمعية المقاصد الخيرية والاسلامية… من خلال اتجاهات رئيسيّة في المناهج التدريسيّة الحديثة هي:
1 – تدريس العلوم انطلاقاً من الطبيعة والحرص عليها حيث الهدف ليس معرفة الطبيعة فحسب بل وحبّها أيضاً.
2 – تدريس العلوم انطلاقاً من مفهوم التكنولوجيا المجتمع أي انطلاقاً من حاجات المجتمع ومشاكله والقدرة على مواجهتها محلّياً.
3 – الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعيّة بحيث يصبح الشأن البيئي قاعدة لتكامل التعليم العلمي.
وهناك 4 محاور يجب تهيئة التلميذ من خلالها:
– وسائط التواصل بين الأفراد والمجتمعات.
– تنظيم مكوّنات حياتنا ونجاح المفاهيم الرياضية.
– تنمية القدرات الجسدية والحسية والجمالية.
– محور السلوك المجتمعي بغية انماء التلميذ كإنسان في بيئته ومجتمعه.
دورات تدريبية: المركز الدولي للتنمية (مؤسسة خاصة)
دورات لبرنامج تدريبي حول: “تأسيس وتطوير واستدانة نادي المصحة البيئية في المدرسة” ويقسم البرنامج الى ثلاث دورات كلها مخصصة للمدرّسين الذين سيتولّون النادي البيئي في المدرسة.
الأولى: تأسيس وادارة وتفعيل النادي.
الثانية: مناقشة تجارب المشاركين ومؤهّلاتهم وتحويل المعرفة الى قيم وتحديد المشاريع وكيفيّة تحويل النادي الى مؤسّسة .
الثالثة: نشاطات بيئية مختلفة هادفة يمكن اعتمادها من قبل الناس .