facebook-domain-verification=oo7zrnnwacae867vgxig9hydbmmaaj

تحقيقات| تونس اليوم نسخة عن تونس الأمس: إقطاعٌ يحكم وشباب يرفع الصوت!

رصد ومتابعة- خاص شبكة تحقيقات الإعلامية

محمود جعفر

تونس تلك الدولة التي أجمل ما فيها نظام حكمها القائم على الفصل بين العمل الديني والسياسي، فهي أنموذج عن حكم مدني عربي نسمع في لبنان كثيراً عن رغبة لدى عدد كبيرٍ من التيارات بالوصول إلى نفس هذا الشكل من الحكم القائم على الفصل بين الدين والسياسة، كي لا نُفسِد إحداهما أو كلاهما معاً.

ولكن، هل حقَّقت تونس وعلى مدى عقودٍ خلت مرادها من خلال هذا الشكل من الحكم؟ أم وقعت في شرك أفعال الأشخاص بعيداً عن كل العناوين الظاهرية والتي لا تُغني أو تُثمن من جوع؟!

Tunisian protesters shout slogans against al Qaeda during an anti-terrorism rally in the capital of Tunis, February 21, 2015. REUTERS/Anis Mili (TUNISIA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST)

نبذة عن الكاتب

محمود أحمد جعفر صاحب ورئيس تحرير شبكة تحقيقات الإعلامية

لم تستطع كل القيادات والسلطات التي تناوبت على الحكم في تونس، أن تُعطي صورة واقعية وجميلة عن المجتمع المحلي، فمكافحة الفساد وتطوير التعليم ودعم الشباب وغيرها من العناوين رافقت صولات وجولات الحكام والمسؤولين، فيما الواقع كان مُغايراً تماماً، فلا الفساد تم استئصاله لا بل على العكس، حيث زاد وترعرع ووجد لنفسه بيئة حاضنة ومُشجعة في ظل غياب المراقبة والمساءلة والمحاسبة، وفي ضوء عدم جدية مكافحة هذا المرض الذي يعتاش منه كُثراً من المسؤولين ومن يُعطي لنفسه لقب “الزعيم” أو “المسؤول” وتطول التسميات الفلوكلورية، ولا النظام التعليمي تحسَّن.، ولا الشباب إستنشق الأمل بعد.

النظام التعليمي في تونس 

مند سنة 2011 لم تنفك الإضرابات تفتك بقطاع التعليم الأساسي و الثانوي و حتى التعليم العالي.
هناك اتفاقيات تمّ توقيعها ومفاوضات ما زالت على طاولة النقاش بين اأناء القطاع والنقابات والجهات المسؤولة، و تشمل هذه الإتفاقيات خاصة ظروف عمل المعلمين و الاساتدة واوضاعهم المادية.
على صعيد آخر، هناك اصلاحات يجب القيام بها على المستوى الهيكلي و البرامج بهدف تطوير منظومة التعليم في تونس، غير أنّ هذا الجانب لم يحظ بالاهتمام المطلوب.
حسب الإحصائيات الرسمية تكاد الإصلاحات ان تكون منعدمة، ففي اطار الاهداف المبرمجة لسنتيْ 2015 و 2016 تنكبّ الوزارات المعنية على تحسين ظروف عيش التلاميذ و طلبة الجامعات، وتقليص الفجوة بين الجهات على مستوى البنية التحتية و ملائمة التكوين حسب متطلبات سوق الشغل.
لكن هذه الاصلاحات، مثلما تقدم به الحوار المجتمعي حول اصلاح المنظومة التربوية، تبقى جوفاء حسب آراء النقابيين.
ففي مساره التعليمي يتعرّض التلميذ الى جملة من الظواهر التي ما انفكّ تفاقُمُها يبعث على الحيرة مثل العنف و العزوف عن الدراسة واستهلاك المخدرات.
و اذا قرر التلميذ مواصلة تعليمه العالي فسيواجه العديد من المشاكل كالسكن الجامعي وتغيير مكان الاقامة من ولاية الى أخرى. ويمكن له، حسب امكانياته المادية، اختيار مؤسسة تربوية عمومية او خاصة.
فى صورة انهائه تعليمه العالي دون عوائق فانّ الطالب يقف وجها لوجه مع البطالة، وهنا تُطرح اشكالية مدى ملائمة التكوين لمتطلبات سوق الشغل.
و تبرز الارقام الحالية مقارنة بسنة 2010 تطورا كمّيا من حيث عدد المؤسسات و الاساتذة ولكنها تكشف عن وجود فرق واضح بين كافة الولايات.
الأحزاب والتيارات والجمعيات التونسية
تتميَّز تونس بتعدُّد الأحزاب والتيارات  والنقابات والرؤى الفكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية فيها، فهذه التيارات تنكبّ بشكل دائم على متابعة المستجدات وإصدار البيانات الدورية، لكن يُسجل على هذه التيارات عدم توحدها تحت خطط عريضة ثابتة تجعلها قادرة على مواجهة العقلية الإقطاعية في الحكم، مع علمنا طبعاً بمدى الضغوطات التي تتعرض لها من مافيا الفساد المُتعددة الأوجه والأشكال، فالمعركة هي معركة وقت وصبر.

الفساد في تونس

تسمع من أحاديث الناس العامة، أن في تونس مافيا فساد مُتحكمة بكل مفاصل البلاد والعباد، وهي تحظى بسلطة قانونية كافية لتبقى قادرة على القيام بأعمالها وامتصاص دماء الشعب وسرقة خيراتهم في الخبز والماء والحياة والتعليم والسكن والبنى التحتية المتطورة وتأمين فرص العمل و ….

هذه المافيا ليست مُستجدة بل هي موجودة قبل ما يُعرف ب “ربيع تونس” الذي أطاح بالرئيس السابق بن علي، والآن تأخذ أشكالاً جديدة وربما أخطر، مما يدل أن التغييرات لم تمس سوى ظهر الأمور، فيما العقلية بقيت حيث هي.

في المحصلة نسأل، أليس الفساد هو من أطاح بالرئيس السابق بن علي؟ وبالتالي وجب مكافحته من الداخل كي لا نشهد على إضطرابات لاحقة قد لا تُبقي تونس “خضراء” كما عرفناها!

 

أما رأي الشباب فسنتركه للجزء الثاني من التحقيق … 

عن investigation

شبكة مختصة بالرصد الإعلامي من لبنان إلى العالم. نعتمد أسلوب التقصِّي في نقل الأخبار ونشرها. شعارنا الثابت : "نحو إعلامٍ نظيف"

شاهد أيضاً

حشود كبيرة تدخل بشكل يومي … المعابر غير الشرعية تعجّ بالسوريين والمُسهِّل مافيا لبنانية مُتشعِّبة

خاص – شبكة تحقيقات الإعلامية رغم كل الجهود المبذولة من قبل الجيش اللبناني ، على …

error: Content is protected !!