هي ذاتها السلطة السياسية التي عيّنت القاضي فادي صوان محققاً عدلياً في تفجير مرفأ بيروت ، من ساهمت في تنحيته عن مهامه والتشاور لتعيين بديل.
تتخبّط الطبقة السياسية الحاكمة في قراراتها ، بحثاً عن مخرج ملائم لها لتمييع قضية تفجير مرفأ بيروت بالكامل ، ولو كان بمقدورها طمس هذه الذكرى الشنيعة من نفوس اللبنانيين لما قصّرت في فعل ذلك.
فزعماء تربّعوا على عرش دماء آلاف اللبنانيين إبّان حرب أهلية شنيعة ، وغيرها من الحروب الداخلية الأخرى ، لن يتأثروا اليوم بمشهد تدمير بيروت وقتل عشرات الأشخاص الإضافيين.
كذّاب ووقح من يعتبر أن نظام لبنان ديموقراطي ويعشق الحرية سبيلاً لحياةٍ أفضل ، فنحن نعيش ومنذ اتفاق الطائف عصر القمع المخفي والبوليسية الأمنية ، عصر إسكات أصوات الحق لأي ثقافة انتموا ، عصر تضييع الحقائق وتضييع البوصلة ، عصر تدمير يومي لهذا البلد ، الذي ما عاد ينقصه شيء كي يصبح غابة دون سياج ، يدخلها من يشاء ويحتل ممتلكاتها من يشاء.
لكن ، تبقى صرخة أهالي شهداء مرفأ بيروت بالأمس مدوية وعالية ، صرخة لن تذهب سُدىً ، حتى تحرير هذا الوطن من محتليّ الداخل ، الذين هم أشدُّ خطورةً من أعداء الوطن الخارجيين الظاهرين.