كتب الخبير الإقتصادي محمود جعفر:
في العام 1963 ، كانت كل 3.9 ليرات لبنانية (مصرف لبنان) تساوي $1 دولار أمريكي. وفي العام الحالي 2020، فإنّ كل 3900 ليرة (مصرف لبنان) تساوي $1 دولار أمريكي. وطبعاً هنا لن نتحدّث عن سعر صرف السوق السوداء وإحتمالية صعوده أكثر مما هو عليه اليوم ، حفاظاً على مشاعر ما يُسمى “هيبة لبنان المالية”.
فقط تم ضرب العملة ب 1000 أمام الدولار على صعيد المصرف ، وبالتالي لاحظوا حجم الإنهيارات المتتالية لعملة لم يتم الحفاظ على قيمتها ، والأمر لا يعود فقط على الإطلاق لعقوبات أميركية وعدم وجود إنتاج والإعتماد على الإستيراد من الخارج.
بل بكل بساطة لسياسات مالية لدولة مافيوية ، استطاعت نشر ثقافتها الوسخة بين عموم الشعب اللبناني حتّى بات على شاكلتها ، فثقافة الشعب اليوم هي من لم ولن تسمح على الإطلاق لإستقرار الليرة وتعافيها ، نتاج الاستغلال البشع من الناس في مسألة الدولار ، وتسخيف أمر الليرة الوطنية واعتبارها في مرتبة عاشرة.
إنّ شعباً لا يملك بُعد نظر ، ويعتبر ما يقوم به هو نتاج ضعف العملة بدلاً من تعزيز موقعها ، يستحق العيش تحت وطأة العزلة الإقتصادية ، لأنه بنفسه من أسّس لها!