كتب الخبير الإقتصادي محمود جعفر:
قلناها منذ البداية ونعيد التأكيد عليها اليوم ، الأزمة طويلة والدولار لا سقف لإرتفاعه والأمور مُتّجهة نحو المزيد من التدهور ، وهذا الكلام ليس للإستعراض ونشر السلبيات ، بل لنستدرك حجم وهول الأزمة ونحسب ألف حساب لما هو قادم.
إنّ إنقاذ لبنان إقتصاديًا لا يتمّ دون إعلان الإنهيار التام ، لإعادة غربلة أفكارنا وإحداث صدمة حقيقية على مستوى التفكير وطرق الإستهلاك وعدم استنزاف ما تبقّى من موارد ، والأهم من كل ذلك هو لإيقاف مسلسل التدهور الذي قد يودي لنفق مظلم لا خلاص منه على الإطلاق.
إنّ هيبة الدولة تتعزّر في حال إعلان الإنهيار ولا تُنتقص كما قد يقال ، ذلك أنّها تكون قد اعترفت بوجود أزمة وأوققت الكثير من زواريب الهدر وحفظت ماء نفسها ، وحمت شعبها وحمى الشعب نفسه أيضًا بطريقة تفكيره المختلفة عمّا هي عليه اليوم.
نحن في عنق الزجاجة التي قد تنفجر بركانًا في أي لحظة ، والإستمرار في مسلسل الترقيع من هنا ونكران حجم الأزمة من هناك لن يوصلنا سوى لجهنم التي لطالما بُشِّرنا بها من قبل المسؤولين في لبنان.