رصد ومتابعة – التحرير الإقتصادي
يتصرّف أصحاب السوبر ماركت والتعاونيات ، لا سيما الكبيرة منها ، وفق مزاجهم الخاص ، لناحية تحديد الأسعار.
قفزة الدو لار لتلامس عتبة ال ٢٩٠٠٠ ألف ليرة ، وقبل أن يعاود انخفاضه البسيط ، جعلت اصحاب المؤسسات الغذائية يرفعون أسعار السلع على أساس يتخطى عتبة ال ٣٠ ألف ليرة للد.ولار.
فروقات كبيرة في الأسعار ، خاصة مَن هي مِن ذات الصنف ، وكأنّك في مزاد من يرفع السعر أكثر ، يكسب.
في ظل غياب تام لأي رقابة من جانب وزارة الاقتصاد الغائب وزيرها عن السمع ، لكن حاضر فقط لتوقيع بيانات رفع أسعار ربطة الخبز وخلافها وتبرير جشع التجار.
الدخول لشراء الحاجيّات الأساسيّة ، بات يحتاج لكمّ كبير من الأموال ، الغير متوفرة أساسًا لدى شريحة كبيرة من الناس.
لا سيما الموظفون برواتب لم تعد تساوي من القيمة ، أيَّ شيء.
والشيء المضحك في كل هذا ، هو تصريح نقيب أصحاب السوبر ماركت المتكرر ، لجهة ضرورة التسعير والبيع بالدو لار ، في نسف كامل للعملة الوطنية ، وتأكيد أننا نعيش “بالمقلوب”.
انه بلد التناقضات على المستويات كافة ، البلد الذي ولّدت فيه الأزمة الحالية طبقات جديدة كانت قبيل الأزمة متعسِّرة ماليًا ، كما أنّها أنهت الأمل في الحياة الكريمة والبسيطة لآلاف آخرين.