رصد ومتابعة- شبكة تحقيقات الاعلامية
يشهد وسط بيروت مظاهرة فاقت العدد المتوقع، حيث دعوات فردية على مواقع التواصل الاجتماعي انتجت مئات المتظاهرين الذين تدفقوا من مختلف المناطق والقرى اللبنانية رفضاً للواقع المعيشي الصعب، ولهذا الاستهتار الحاصل على المستوى السياسي، حيث التناتش على الحقائب الوزارية فيما الشعب يموت يومياً على ابواب المستشفيات، ويعيش الاذلال بأبشع صوره واشكاله.
المتظاهوين والذين ارتدى البعض منهم السترات الصفراء، اقتداءًا بما حصل في فرنسا، طالبوا بإزالة هذه الطغمة السياسية التي حكمت لبنان لسنوات بالبارود والولدنة والتحاصص، والكذب والتحايل، على حساب ابسط حقوق الشعب في العيش الآمن والكريم.
هذه المظاهرة والتي مهما كانت نهايتها اليوم، فهي بداية صحيحة على طريق احداث التغير المنشود، فهي تظاهرة محض فردية، فمن نزل من الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان وبيروت وضواحيها، انما دفع ثمن الطريق من جيبه الخاص، فلا احزاب حاضرة وموجودة ولا حتى حملات للحراك بات البعض منها مشبوهاً، ويخدم مصالح السلطة.
إنها صرخة شعب فقير، مظلوم، صرخة الشاب والعجوز والفتاة، صرخات مدوية لشعب عانى الأمرّين، ومع هذا فما زالت الطبقة السياسية تستغل الناس في لقمة عيشهم واوجاعهم وحقهم في ضمان صحي شامل.
دعونا نثور لأجل كرامتنا، لأجل حقوقنا، لأجل آمالنا التي ضاعت في بحر التكاذب السياسي، لأجل أن نشعر ولو لمرة قبل مماتنا أننا بشر نستحق الحياة التي ننشد ونحام بها.