يبدو أن العاصفة التي تضرب لبنان ، لا يسمع عنها المسؤولين ، ولا تعنيهم بشيء ، فهم محصنون داخل قصورهم المجهزة بكل ما يلزم من وسائل للتدفئة ، ويقيمون السهرات الصاخبة ، بالهم مرتاح ، جيوبهم ممتلأة ، وغير ذلك فكله سهل بالنسبة لهم.
ولان لكل زعيم حاشيته ، فانه يعمد لتكليف فلان وعِلتان بمتابعة الشؤون المحلية للعواصف وحالات عدم الاستقرار الجوي ، ليس لمساعدة الناس وتأمين ما يلزم لهم ، بل فقط لاجراء تصريح اعلامي وتبيان ان زعيمه المفدّى يشعر بأحوال الناس ويهتم لأمر معاناتهم ، ويطلقون كما العادة وعودهم بالمساعدة والتعويض عن الاضرار ، وكله كلام بكلام ، بمعنى آخر ” كلام ما عليه جمرك”.
فهذا الذي يحسب نفسه زعيماً ، لم يفكر يوما في تخفيض اسعار المحروقات خلال هذا الطقس المجنون ، ولا بتقديم قوارير غازة مجاناً للناس ربما ، ولا بالسعي لتقديم معونات للعائلات المحاصرة ، وكلها لا تكلف خزينة الدولة ربع ما يتم نهبه وسرقته سنوياً.
هذا الذي يحسب نفسه زعيماً ، لا يعنيه تعبيد الطرقات وتنظيف المجاري وخلافها قبل حالات الطقس السيئة ، ولا يهتم لعشرات الحفر والانزلاقات الخطيرة.
هذا الذي يحسب نفسه زعيماً ، لا يعنيه ان مات مواطناً من البرد ، او عجزت عائلة عن شراء وسائل التدفئة ، او قبع عجوزاً عند الرصيف لينام في هذا الطقس ، أو انزلقت السيارات نتيجة تشقق التربة ، او دخلت السيول المنازل والمحال التجارية ، ما يعنيه هو كيف يحافظ عل زعامته ، على حساب كرامة المواطن ليس الا.