Tahkikat News مجلة الكترونية يومية شاملة
مقالات مشابهة
متابعة/ابتسام غنيم
لا شك ان مسلسل “امير الليل”الذي حقق نسبه مشاهدة بسبب مدحه ونقده عملا يستحق ان نشكر صناعه عليه لسبب انه لم يمر مرور الكرام من حيثيات عدة جعلت الكل بين معارض ومؤيد يقبل على مشاهدته عبر التلفزيون او اليوتيوب.
ومن هنا كان انه كسب نسبه مشاهدة تحسب له.
ولكن بصرف النظر عن العمل او صناعة ليس في “امير الليل”فقط بل في مطلق عمل فني، تبقى هناك ومضات وعلامات فارقه تترك اثرها بوجدان المشاهد المتمرس والناقد والعامة على السواء.
ففي “امير الليل”كان الممثل احمد كراره هو الوحيد المشارك من مصر ولفت الجميع بتجسيده لشخصية منير العامل الذي يعشق لكل خلجاته الفنانة ناريمان(ميس حمدان) وضحى كثيرا لاجلها من دون ان يعترف لها بحبه لدرجه انه وضع ابنها الذي رفضت اجهاضه بعد ان حملت من حبيبها (بيتر سمعان)باسمه كي لا تحرم من مشاعر الامومه.
وبالتالي كي يحميها من الفضيحه، وتمضي الايام وتعود لاحضان حبيبها الذي يقرر ان يعترف بالطفل وتتفق معه على الزواج مما يزيد من تعاسة منير الذي يقرر بين ليلة وضحاها ان يتزوج من اخرى.
لكن مشاعر الحب لا تلبث ان تتفجر من جديد بينه وبين ناريمان التي تقتل وتموت باحضانه لحظة اعترافها بحبها له فيجن جنونه بعد طول صمت وعذاب ولوعه الحب.
احمد لبس منير وعاش ظروفه ومجتمعه بإحساس صادق وعال جدا،بل على درجه كبيرة من الاتقان حيث اشعرنا ان منيرا ادرك الحياة التي يعيشها حق الادراك وجعلنا بالتالي نغوص معه وندخل الى اعماقه حيث الطيبة والتضحية والشهامة والحب الحقيقي والعذابات التي عاشها وعشناها معه في كل لحظة من خلال ملامحه وحركاته وحواراته وايماءاته ونظراته.
وفي مشهد موت حبيبته كانت دموعه التي تذرف وتليها صرخته المكبوته على مدار اكثر من 70 حلقة تعزز لنا مقولة وهي ان الممثل الحقيقي لا يمثل وهو ما ينطبق على احمد كرارة الذي ترجم كل مشاعرة المقهور في المشهد الاخير بشكل ملموس وواقعي وصادق.
وبعد، أخيرا الممثل يكون ناجحا عندما يدخل قلب الواقعية ليغزو قلب المشاهد ووجدانه بلا تصنع وببساطه متناهية كما فعل احمد كرارة.
