في إطار مواكبة شبكة تحقيقات الإعلامية للمستجدات على الساحتين اللبنانية والعربية، وفي ضوء مفاعيل صفقة القرن التي اخذت الجدل الواسع لما لها من ارتدادات ستطال حتماً الساحة اللبنانية الداخلية، لكون هذا البلد معني بما يمثله من قوة مقاومة بشكل مباشر بأي مقررات قد تُتّخذ في مؤتمر البحرين المنوي انعقاده الاسبوع القادم وسط انقسام عربي كبير حوله.
ولأن المسألة تعنينا جميعاً، وفي ضوء إيجاد رؤية واقعية لما يُحاك لهذه الأمة المُشتّتة، فضلاً عن موضوع النازحون السوريون في لبنان والذي أصبح محط جدل وانقسام لبناني كبير.
أقامت شبكة تحقيقات الإعلامية وبالتنسيق مع اللقاء الإعلامي العربي المقاوم وتحت مظلة ورعاية كريمة من بلدية برج البراجنة ندوة سياسية شملت: “صفقة القرن ومواجهة أشكال التطبيع”، تحدث خلالها كل رئيس اللجنة القانونية عضو مجلس بلدية برج البراجنة المحامي ريان ناصر ممثلاً المجلس البلدي، احسان عطايا ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان والاستاذ ابراهيم المدهون عضو مجلس شورى سابق في جمعية الوفاق البحرينية، وفي القسم الثاني عن “النازحون السوريون بين المعاناة والتجاذبات السياسية”، تحدث خلالها كل من الاعلامي والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر والاعلامي والمحلل السياسي من سوريا جمعة العيسى.
بحضور نخبة من الوجوه الاعلامية والثقافية اللبنانية والعربية ورؤساء احزاب ومهتمون.
قدّم وأدار الندوة مدير عام شبكة تحقيقات الإعلامي محمود جعفر الذي افتتح اللقاء بالتأكيد على هوية فلسطين العربية ودورنا في مجابهة الاطماع وكافة أشكال التطبيع بالحكمة والعقل، ثم اشار في موضوع النزوح السوري الى ضرورة ايجاد معابر رسمية للتواصل لان الأمور لا يجب ان تبقى على ما هي عليه من المناكفات والمزايدات.
ناصر: برج البراجنة ستبقى حافظة للمقاومة، وفلسطين لن تذهب ما دام هناك أبطال يدافعون عنها
البداية كانت مع كلمة ترحيبية جامعة لعضو مجلس بلدية برج البراجنة ورئيس اللجنة القانونية المحامي ريان ناصر مُرحِّباً بالحضور على اختلاف مستوياته، ومؤكداً أن فلسطين ارضاً عربية لن نتخلى عنها وعند قدسيتها تسقط كل الصفقات، وأن برج البراجنة بلدة مُقاوِمة ستبقى مدافعة ومحافظة على ثوابتها وقيمها ومبادئها الراسخة.
مشيراً إلى أن فلسطين لم ولن تُنسى ما دام هناك مقاومة تدافع عن الأرض والشعوب وتحفظ الكرامات وتصون الأعراض، وما دامت التضحيات تُقدَّم في سبيل هذا الهدف.
معتبراً أن فلسطين برمزيتها تخطت كل الاعتبارات وهي أضحت عاصمة لكل انسان مظلوم ومستعبد ومُحتل، من هنا فإن الواجب يقتضي أن نبقى على عهدنا تجاه القضية المركزية لنا جميعاً، القدس وعاصمتها فلسطين كل فلسطين.
عطايا: الصفقة بحكم المنتهية ولمواجهة الاحتلال اقتصادياً
اعتبر ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان احسان عطايا ان صفقة القرن بحكم المنتهية وان الفلسطيني من سلطة وحركات مقاومة اجمعوا على رفضها، وانه آن الاوان للاعتبار ان المفاوضات مع المحتل الاسرائيلي لا تفيد ولا تجدي نفعاً، ولمواجهة الاحتلال اقتصادياً عبر تفعيل حركة مقاطعة البضائع، وعدم الاستهانة بها على الاطلاق فكل دولار له تأثيره وتبعاته وهو سيصيب حتماً جسم العدو.
مضيفاً: الشعب الفلسطيني يفرح في الداخل في غزة تحديداً من اقامة هذه الفعاليات المدافعة عن حقوقه وهو يتوجه بالتحايا الصادقة لكم أجمعين، وهو اليوم موقفه أقوى ومسيراته الحاشدة وحدها شكلت اداة ضغط قوية.
المدهون: مزاج الشعب البحريني بصورة عامة الى جانب فلسطين
اعتبر عضو مجلس الشورى السابق في جمعية الوفاق البحرينية ابراهيم المدهون ان مزاج الشعب البحريني بصورة عامة الى جانب فلسطين وقضاياها، وهو كان وما زال على موقفه الرافض لاي تطبيع مع كيان يحاول تدمير هويتنا ومقدساتنا وتراثنا، مذكراً بسايكس بيكون وخلفيات تقسيم المنطقة العربية منذ عقودٍ خلت.
عبد الساتر: مشكلة النزوح السوري مسؤولية مشتركة لبنانية-سورية ولايجاد مخارج للتواصل بعيداً عن المزايدات
حيّا الاعلامي والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر فلسطين البوصلة الاساسية لنا جميعاً حسب قوله، ثم عرّج على قضية النازحون السوريون في لبنان واصفاً اياها بانها غطاء لتجاوزات تحصل من هنا وهناك، معتبراً أن الدولة السورية مُحِقَّة في مسألة أن الحلّ لا يتم الا بتواصل الحكومة اللبنانية معها، على قاعدة ان من لديه مشكلة عليه هو أن يُبادر.
مضيفاً: هناك معضلة تحصل في أرقام السوريين في لبنان وهي مشكلة اعلامية وسياسية، من هنا وجب عدم تحوير وتضخيم الامور وربطها بأمور مذهبية من هنا وسياسية من هناك، فالأمر أبعد من ذلك بكثير.
جمعة العيسى: فلسطين قلب سوريا العروبة، ولعدم رمي السياسيين في لبنان فشلهم على النازحين السوريين
اعتبر الاعلامي والمحلل السياسي السوري جمعة العيسى ان فلسطين هي قلب سوريا النابض عروبة ووفاءً، وان سوريا رغم تخبطاتها وازماتها لن تحيد عن درب الدفاع عن كل شبر عربي محتل.
مضيفاً: على السياسيين في لبنان أن يدركوا جيداً، بأن خلافاتهم وفشلهم في تحقيق مطالب شعبهم لا يجب رميها على السوريين الذين وحسب احصاءات واقعية يدعمون الاقتصاد اللبناني بعيداً عن محاولات اعتبارهم مجرد عبئاً على البلد.
ومتوجهاً لكل من يعنيهم الأمر:السوريون يرفضون التوطين تمكساً ببلدهم اولا وبعروبتهم اولاً وأخيراً.