لا تتحدّوا الظروف في لبنان، لأنها لن تتوقف عن مفاجأتكم بتوالي المصائب… نعم كارثة تلو الأخرى… وحتى لو قررتم الاختباء ستلاحقكم وان قررتم المواجهة ستسحقكم!
هذا تماما ما حصل مع جهاد سعاده، ابن زغرتا. هو الوالد الذي أبى أن يستسلم ويترك ذلك الخبيث ليخطف منه ابنته الصغيرة، فكان يتوجه بها الى مستشفى الروم لتتلقى العلاجات اللازمة على أمل أن تنتصر على مرض السرطان.
الا أن انفجار المرفأ بالأمس بدل المعادلة كليا، سرّع الوقت خطف النبض وحلت الكارثة!
جهاد كان في مستشفى الروم بالأمس، أخذ ابنته لتتلقى علاجها، وفي الوقت نفسه وقبل أن يفهم ما الذي حصل، قبل أن يحصل على أية فرصة للوداع أو لسرقة نظرة أخيرة يحملها معه… انفجر
المرفأ!
لا يمكن تسمية ما حصل بالكارثة لأنه أكبر ولا يمكن نعته بالنكبة لأنه أضخم… هو تسونامي مدمر حط رحاله بين جدارن مستشفى الروم وأوقع الجدران!
الجدران… وأحدها وقع على غسان مباشرة، وقبل أن يستوعب ما حصل رحل جهاد…
هكذا كما الأفلام الخيالية التي تتحدث عن نهاية العالم، تلك الصور التي تشاهدها وتشعر بأنك أقوى منها لأنها من نسج الخيال، حصلت، تحولت لحقيقة، حقيقة مرة أوقعت بيروت شهيدة حكامها وبعد أن تحولت الى ردم… حتى كلمة “النهاية” لم تجد لنفسها طريقا في الحطام!
VDL