إنه المشهد الأخير في مخيلة محمد، لحظات مريرة طبعت في ذاكرته يوم احتراقه وشقيقه حريري ممدوح العيتاني عند عتبة مركز عملهما في كاراج لتصليح السيارات في المدينة الصناعية في زحلة في الثامن والعشرين من أيار الفائت.
حريري الشاب البريء والطموح لن يعود مجدداً الى رفاقه وزملائه في الجوار، ولن يرسم ضحكة الصباح على محبيه ومن حوله، والاهم من هذا كله انه لن يرافق صديق طفولته ورفيق دربه شقيقه محمد الى عمله ككل صباح باكراً، بعد ان وافته المنية مساء أمس الخميس متأثراً بجراحه في مستشفى الجعيتاوي في بيروت، بعد ان استدعت حالته نقله الى المستشفى المذكور لحراجة وضعه وسوء حالته.
موت الميكانيكي حريري العيتاني ابن بلدة الفاعور البقاعية والذي يبلغ من العمر 26 عاماً، أصبح واقعاً مريراً بعد حلقات متسلسة من الصراع والمعاناة مع الالم جراء الحريق الذي التهم جسده وفتك به حتى العظام.
تفاوتت درجات الحروق بين محمد وحريري يوم وقوع الحادث، بقدر المسافة التي كان الشقيقان قريبان من مكان الانفجار واندلاع الحريق. وبحسب مصدر مطلع في الدفاع المدني لـ”لبنان 24” فإن الحريق اندلع نتيجة تسرب غاز البنزين الى داخل الكاراج بعد ان صودف اشتعال المدفأة (صوبيا) داخل المحل نتيجة البرد القارس الذي سيطر على البقاع في الاسابيع الماضية، فتسرب غاز البنزين وانفجرت المدفأة ومعها مستوعب البنزين الذي كان يحمله حريري في يده، فاندلع الحريق، ونقل حينها الشقيقان الى مستشفيات المنطقة ومن ثم نقل حريري الى بيروت للمعالجة.
ولكن لم يستطع جسم حريري تحمل طاقات الالم، فاضطر الى الاستسلام، وسيوارى في الثرى اليوم في بلدته الفاعور، ليلتحق بقافلة خيرة الشباب التي إن لم تحصدها الطرقات تحصدها المصائب.
“لبنان 24“