لفت الكاتب في صحيفة “الجمهورية” عماد مرمل الى ان الضاحية الجنوبية لبيروت تستعد بدورها للتخفيف من “فائض” المظاهر الامنية التي طبعت كثيراً من مداخلها وأحيائها في مرحلة المواجهة مع الارهاب التكفيري خلال الاعوام الماضية، متخذة اشكال الحواجز والمكعبات الاسمنتية والعوائق الحديدية وغيرها من التدابير التي أدّت الى اقفال بعض الشوارع او زيادة زحمة السير في شوارع أخرى.
ما تسبّب في توليد شعور بالاستياء والتذمّر لدى غالبية السكان والزائرين الذين كانوا يتفهّمون الحاجة الى تلك الاجراءات ويتحمّلون أعباءها عندما كان الخطر الامني داهماً، إلّا انهم باتوا يعتبرون أنها لم تعد ضرورية وملحّة، عقب نجاح الجيش والاجهزة الامنية و”حزب الله” في ضرب مجموعات الارهاب وخلاياه.
وفي هذا الاطار عُلم انّ اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية يدفع ايضاً في اتجاه تخفيض منسوب التدابير الامنية، استجابةً لمطلب الاهالي، وقد سبق له أن تداول في الامر مع حزب الله والاجهزة المعنية.
وفي السياق يتفهّم “الحزب”، بحسب الكاتب، اعتبارات المواطنين ومعاناتهم اليومية، وهو بحث مع الجيش والاجهزة الامنية قبل فترة في احتمال تخفيف حجم التدابير المتّخذة، لانتفاء الحاجة الى استمرارها بالنمط الحالي، خصوصاً أنّ تنظيم “داعش” تلقى ضربات شبه قاضية في عمقه الاستراتيجي في سوريا والعراق، إضافة الى أنه تمّ القضاء على معاقل الجماعات التكفيرية المسلّحة في لبنان.
ولئن كان أحد في لبنان لا يستطيع ان يجزم بالانتفاء الكلي والنهائي للتهديد الامني، إلّا انّ الاكيد انّ هذا التهديد عاد الى معدّله العادي الذي لا يتطلب اعتماد اجراءات وقائية قاسية، كتلك التي لا تزال تلقي بثقلها على عدد من المداخل والشوارع الحيوية في الضاحية.
وقد أبدى رئيس لجنة التنسيق والارتباط في “حزب الله” وفيق صفا كل تجاوب مع مبادرة فتح الطرق أثناء اللقاء الذي جمعه أخيراً مع وزيرة الداخلية ريا الحسن في الوزارة في الصنائع.
كان الاجتماع ودّياً ومنتجاً، حيث توافق الجانبان خلاله على مبدأ رفع المكعبات والعوائق الموجودة في بعض أحياء الضاحية، على أن يترافق ذلك مع التقليل من عدد الحواجز قوى الامن الداخلي والامن العام.
والاهم، بحسب الكاتب، أنّ الحسن أبدت رغبتها بزيارة ميدانية الى الضاحية قريباً، بغية تفقّد أوضاعها ومعاينة واقعها عن قرب، تتويجاً لعملية ازالة المكعبات والعوائق، على أن تلتقي أثناء جولتها كتلة “الوفاء للمقاومة” في مقرّها في حارة حريك، فأبلغ صفا الى الحسن ترحيب الحزب بهذه الزيارة في ايّ وقت تختاره، قائلاً لها: “أهلاً وسهلاً”.
وختم الكاتب مقاله مشيراً الى ان كلّاً من حزب الله و والوزيرة ريا الحسن، من الواضح انهما يحرصان على بناء علاقة ثقة متبادلة، وهما مرتاحان الى المسار الذي اتّخذته حتى الآن، علماً أنّ قيادة “حزب الله” كانت قد تمنت على الحريري خلال المفاوضات تأليف الحكومة أن يختار وزير الداخلية من غير الاستفزازيين.
خصوصاً انه كان يجرى التداول حينها بأسماء من صقور “المستقبل” لتولّي هذه الوزارة، إلّا انّ الحريري طمأن القيادة الى انّ الوزير المقبل سيكون مقبولاً على المستويين الشعبي والسياسي، وهذا ما حصل مع اختيار الحسن، وهو خيار قابله “الحزب” بارتياح.