جاء خبر وفاة سميرة فريحة مفجعاً لمدينة الميناء. وبعدما غرقت في البحر، يوم السبت في 3 أيلول، على متن قارب يحمل 84 راكباً خلال رحلة سياحية في انطاليا – تركيا، وصل الخبر إلى ذويها في اليوم التالي، بعد انتشال جثّتها من البحر.
لم تكن سميرة وحدها. فرحلة “الاستجمام” التي بدأتها بالسفر إلى تركيا في 31 آب، كانت بصحبة شقيقتها وزوج شقيقتها، اللذين أسعفهما الحظّ وكانا من بين عداد اللبنانيين السبعة، الذين نجوا من الغرق.
وفاة سميرة، “الإنسانة الطيبة”، كما يصفها محمود علم، ابن صديقتها، “خسارة فادحة”، فهي كانت أمّه الثانية بعد وفاة والدته في السنة الماضية. ويروي أنّ استعدادها للرحلة في تركيا مع شقيقتها، “كان حماسياً ونابعاً من حبّها الفرح والحياة، رغم تقدّم سنّها ومعاناتها مع مرض السكري وخضوعها مرتيّن في الأسبوع إلى علاج غسل الكلى”. هذه السيدة الخمسينية، عذباء، تعيش مع شقيقتها التي تكبرها في بيت العائلة بعد وفاة والديّها.
أمضت سميرة معظم حياتها بين الأطفال الذين تعلمهم في صفوف الحضانة، في مدرسة مار الياس في الميناء. علاقتها الفريدة مع الأطفال كانت توازيها علاقة استثنائية أخرى ربطتها مع البحر منذ كانت صغيرة. ووفق علم، فإن فريحة كانت تنتظر في كل عام عطلة الصيف بعد انتهاء العام الدراسي، من أجل الاستجمام على البحر والاستمتاع برياضة السباحة، فكانت جريئة لا تخشى المخاطر، فعندما كان يتوجه إليها أحد ينصحها بتوخي الحذر، كانت تجيب ممازحةً: “ما أنا حلمي موت بالبحر”.
في انتظار نقل جثمان فريحة إلى لبنان بعد 5 أيام، بحسب ما وعد قنصل لبنان في اسطنبول، فإن شقيقتها وزوجها وصفا هذه الرحلة، في اتصالٍ مع عائلتهما في الميناء، بـ”رحلة الموت المرعب”، التي بدأت بالضحك وانتهت بالبكاء، ولاسيما بعد فقدان جثمان فريحة في أعماق البحر لساعات طويلة، وعجز المنقذين عن إيجادها وانتشالها، إلى أن عثروا عليها جثّة هامدة.
المدن