حكومة الرئيس حسان دياب أمام تحديات الانفتاح العربي تجاهها ، هذا الانفتاح الذي يجب أن يكون مدروساً وليس على حساب أي دولة عربية.
نقلت صحيفة “الجمهورية” عن أوساط السراي الحكومي إلى أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كان محيطاً بتعقيدات الواقع الراهن، وبَدا متفهّماً للمسعى الذي يبذله رئيس الحكومة حسان دياب لتفكيكها ومعالجتها، مشيرة الى انه يعرف حجم المسؤولية الضخمة المُلقاة على عاتق رئيس الحكومة، ومؤكدة انّ العلاقة بين الجانبين اكثر من جيدة خلافاً لِما يحاول ان يوحي به بعض المتخصّصين في التشويش.
واعتبرت الجمهورية نقلا عن المصادر ذاتها انه “اذا كان هناك من يعتبر انّ دياب مسكون بهاجس التآمر عليه، ويتهيّأ له الى حد «الوَسوسة» بأنه مُستهدف دائماً، فإنّ القريبين منه يجزمون بأنّ ما كشفه أخيراً حول تحريض البعض في لبنان لعاصمة عربية على عدم مساعدة حكومته ليس نابعاً من أوهام وتهيؤات تِبعاً لِما يروّجه خصومه، وإنما يستند الى معطيات ووقائع صلبة.”
ولفت هؤلاء الى انّ دياب ارتكز في الموقف الذي أطلقه الى يقين تام، مُستمد من ثقته في الجهة التي تبلّغ منها بالمعلومات، مستغربة ان يبادر الرئيس سعد الحريري الى الزَجّ باسمه في قفص الاتهام، وينبري الى الدفاع عن نفسه، مع انّ رئيس الحكومة لم يُسمّه ولم يأت على ذكره، فلماذا شعر أنه المقصود؟.
وأشار المحيطون بدياب الى انه يتفادى قدر الإمكان الدخول في سجالات لا طائل منها مع الحريري، “الّا انّ رئيس تيار المستقبل هو الذي يصرّ على وضع نفسه في بوز المدفع، تماماً كما يفعل حين يُبدي تَحسّسه الشديد من الكلام عن تراكمات الثلاثين سنة الماضية، مُصنّفاً الحريرية السياسية تحديداً في موقع من يمثّل كل تلك المرحلة ويختزلها، في حين انّ معظم مكونات الطبقة السياسية هي شريكة في تَحمّل المسؤولية عن سياسات تلك الحقبة وما أفرزته من أعباء استنزفت الدولة والشعب”.
وما تعكسه أوساط دياب يفيد، بحسب “الجمهورية”، بأنّ الرجل يعرف بالاسم هوية من حاول تأليب إحدى الدول العربية عليه، وسعى الى إقناعها بعدم
منح حكومته الأوكسجين حتى تختنق.
ويبدو انّ من “تَورّط” في هذا الدور، وفق تقديرات السرايا، هم عديدون، لكنّ رئيس الحكومة يرفض الخوض في التسميات، على قاعدة انّ المعنيين يعرفون أنفسهم.
واستبعدت مصادر السرايا ان تكون تدخلات المنزعجين من الحكومة قد نجحت في تعطيل فرصة الحصول على مساعدة عربية، كاشفة انّ التواصل مع العراق والكويت وقطر سيتواصل لتحديد طبيعة الدعم الذي يمكنها تقديمه.
وتوقعت المصادر أن يزور وزير خارجية قطر بيروت قبل نهاية الشهر الحالي، على الارجح، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والبحث في شكل المساعدة القطرية المحتملة، بينما يستمر التعويل على تعاون عراقي وكويتي في مجال مَد لبنان بنفط منخفض السعر ومؤجّل الدفع، علماً انّ دياب يضع زيارة بغداد قريباً على جدول أعماله.
وبالترافق مع محاولة استجرار الدعم الموضعي من بعض العواصم العربية، تتجه الانظار الى الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي الى بيروت الاسبوع المقبل، حيث تأمل أوساط السرايا في أن تفضي الى إعادة تحريك نتائج مؤتمر سيدر، موضحة انّ دياب سيشرح للضيف الفرنسي الإصلاحات التي أقرّت وتلك المزمَع تنفيذها وفق روزنامة زمنية محددة، في سياق بناء الثقة مع المجتمع الدولي عموماً وفرنسا خصوصاً.
في المحصلة ، الأيام القادمة كفيلة وحدها باتضاح الصورة أكثر، خاصة وان هذا الدعم لا قيمة له ان لم يكن في خدمة الاقتصاد الوطني لا تعزيز الزبائنية السياسية أكثر.